مَسِيرةُ نَبِيّ 156 في ذكر قصة أصحاب الأخدود مع الملك اليهودي ( ذِي نواس ) : ]الكامل[ أرضٌ بِهَا اختَارَ الزَّمانُ خُلُودَه مِنْ بَعدِ مَكّةَ والمَدينَةَ تَعظُمُ لَمَّا ارتَدَتْ هَذِيْ الحَياةُ دِيَانَةً مِنْ رَوحِ عِيسى والبَرِيَّةُ تُلهَمُ وَثَنِيَّةٌ كانَتْ تَعُمُّ دِيَارَنَا والنَّاسُ فِيْ حَرَمِ الجَهالةِ تُحرِمُ والدِّينُ يَحتَضِنُ السَّماءَ مُؤذنًا بِمَجيءِ شَخصٍ بِالمَسيحِ يُعلِّمُ فَيمُونُ “حَيَّانُ الصَّغِيرِ “ إذا غَدَا للدِّينِ أعلامٌ بِهَا يَتَكلَّمُ حَتّى تنصَّرتِ البِلادُ جَميعُها مِنْ قومِ حارِثِ إذ بِهِ تتزَعَّمُ والدِّينُ يَختارُ البريَّةَ مِثلَما يَنمو على ظَهرِ السَّباسِبِ هَيتَمُ حتى إذا ما البَدرُ حَلَّ تَمامُهُ مَرَّتْ سَحابَةُ كُربَةٍ تتعتَّمُ كانت تؤذِّنُ أنَّ ثَمَّ شَهادةٌ جَرباءَ مِنْ رَجَسِ اليهودِ تُلثّمُ لَمَّا تولَّوا بالخسارةِ عِندمَا نَجرانَ مِنْ أيدْ المَسيحِ توسَّمُ جاؤوا بِطِرسِ العهدِ يَحمِلُهُ الذِيْ بِالشَّرِ كَانَ لأرضِنَا يَتَحزَّمُ كَانوا على ثِقَةٍ بِأنَّ مَسِيحَنا عِندَ العُهودِ حِرابُهُم تتحَشَّمُ مَا هَزَّهُم أيمانُ قَدْ قَسَموا بِهَا ألاَّ يَحولَ عنِ السَّلامِ مُبلَّمُ حَتى يَكونوا فِيْ تآلُفِهِم كَما يَجتالُ ضَوءٌ فِيْ الغيومِ ويُلهِمُ حَتى إذا خَرَجوا عليهِ عشائِرًا ظََهرتْ مَعالِمُ غَدرِهِ تتقتَّمُ أعطى الوعودَ بِأنْ يُوقِّرَ عُصبةً قَبضَتْ عُرى الإيمانِ إذ هِيَ تُلزَمُ لَكِنّهُ نَقَضَ العُهودَ وليسَ مِنْ شِيَمِ القَياصِرِ العُهودُ تُهدَّمُ هَذِيْ مَقولةُ حَارثٍ وَصَمَتْ على عهدِ اليهودِ ذمائمًا تتكلَّمُ قَدْ حَزَّ فِيْ صَدرِ اللعينِ مَقالَهُ فَمَضَى إلى حَزِّ الرؤوسِ يُحكِّمُ فَمَضوا إلى طُهرِ الشَّرِيفِ يُخضِّبُوا مِنهُ النَّفوسَ إذِ السُّيوفُ تُحَوِّمُ حَتى السُّيوفَ إذا تعاظَمَ جُرمُها بَكَتِ السُّيوفُ بِأيِّ أثمٍ تُرجَمُ قَدْ هَالهُ صَبرٌ يُشيِّدُ عَزمَهُم نحو الفنَاءِ إذِ النَّجاةُ تُرَمَّمُ قَدْ هَالَهُ نَشرُ الطَّهارةِ فِيْ الدِّمَا أو كَيفَ ضَحُّوا كَيْ بِهِ يَتَخَتَّموا لَكِنَّهُ رُغمَ الذُّهولِ فَلمْ يَزَل يَسبِيْ النِّسَاءَ وللحَرائِقِ يُضرِمُ يَغلِيْ الزُّيوتَ وللرِّماحِ أسِنَّةٌ منها صُدورُ الأبريَاءِ تُحطَّمُ حتى الوليدُ إذا تَناكَرَ ظُلمَهُ أوحى الوَليدُ لأمِّهِ تَتَقدَّمُ ” روهوم ” أبقاهَا ضَريرَةُ أسرِهِ قَدْ كَانَ يَطلُبُ مَا بِرفضِهِ تُعدَمُ قَدْ كَانَ يَطلُبُ وِدَّها فَلَعلَّها لَمَّا بَدَا لِوِصَالِهَا يَتَعزَّمُ قَطَعت ظَفائِرَها لَعلَّ وِصَالَهُ مِنْ قُربِهَا حَنَقًا يَفِرُّ وَيُصرَمُ قَالَ : ابصُقِيْ فَوقَ الصَّليبِ فلاَ يَكُن حَرجًا عليكِ فلا بُصَاقُكِ يُعدِمُ قَالتْ : فإنِّيْ بِاسمِ رَبِّيَ لا أكُنْ غَرضًا لِمَرماكَ الحَقيرِ أعظِّمُ إنَّ المماتَ لِأجلِ غايَةِ بِعثَتِيْ شَرَفٌ فليسَ على المماتِ تَنَدُّمُ إن كَانَ يَجدُرُ بِيْ المماتَ فليسَ مِنْ سَهمِ المماتِ فرائِصٌ تتحجَّمُ هَذِيْ حقائِقُ ليسَ يُنكرها الذِيْ قَدْ كَانَ يُبصِرُ بِالفؤادِ وَيفهَمُ تُوحِيْ بِأنَّ مَسيرةً نبوِيَّةً قَدْ جَبجَبتْ أخدُودَنَا تترنَّمُ لَثَمتْ خُطاهَا فِيْ البريَّةِ ثُلَّةٌ ثُمَّ ارتَمَتْ فَوقَ اللِوى تتنَسَّمُ حَتى الشُّموسُ العالِيَاتُ تَوافَدَتْ بِالنُّورِ فَوقَ جِبَالِهَا تتكَوَّمُ يَا أيُّها العَقلُ المُدَوزَنُ فِيْ السَّمَا هَل فِيْ سَمائِكَ أنجُمٌ تتألَّمُ ضَاقَ الفَضَا وَقدِ اكتَسَى بِظُلامةٍ كَانتْ على الدِّينِ القَويمِ تُدَمدِمُ