ولا شك أنّ الدهـــــر أحــدث بينـــــهم
208
ولا شك أنّ الدهـــــر أحــدث بينـــــهم
حــوادث عقباها تبيـــد وتتلف
وأصبحت الغوغاء الرعاع من الورى
تحكم في رأيهــم وتصـــــرف
لعمري لقــد شــدّوا هنا كشـــــــــــّدة
تكاد لها الشناخيب ترجــــــف
وذلك الأمـــر قـــدّر الله كــــــــــــونه
وليس لما قــدّر الله مصـــرف
إذا مــا قضى الله الــزوال فليس عن
قضائه في الـــورى متخلــــف
وعــــزّ علينا أن يفـــــــــرّق شملهم
حسودٌ وكذابٌ سعى ومزخرف
سعى بينهم بالـزور والكــذب معشر
له مقدّم في الشر والبعض يحرّف
جهارا لما قد كان منهـــــــم خفيـــة
ومنوا أماني الظلال وســــــّوفوا
إلى أن جرت أولى وأخرى وكلاهما
ظلال ٌ ولميحنـــــوا هناك ويرأف
وما هي إلاّ سخطة الله مــــا رمـى
بها الله إلاّ من يسيء ويســــرف
فأعقب ذلك المجـــــــد ذلّــــــــــة
أزيل بها الطود الأشـــــمّ المنفنف
فأعقبني حزنٌ طويلٌ ولـــــوعـــة
بقلبي منه حـــــــرقة وتــــــأسف
نحنُّ وما يجدي الحنين ولو غـدت
مدامعنا مثل السحائب تـــــــذرف
ولو قبلوا رأي (الحسين) ورشـده
هنالك لم يرجف بما كان مــرجف
إذاً لهداهم للصلح وللهـــــــــــدى
وأعلن فيهم بالتي هي أحــــــرف
وما زال من إخوانهم زاجرٌ لهــم
وهم من أولى الشحنأ أحنُّ و أرأف
ولأنهم ألغوا كلام صديقــــــــــهــم
فكان من التأنيب ما ليس يـوصف
يقولون لا يقبل فلانٌ ورأيـــــــــهُ
ومـــا زال يصلــهم ودادٌ ويُنصف
غضبوا فأمر الله لا بــدّ نافـــــــذ
عســاه علينا بالمــــراحم يعـــطف
فلله رب الخلق من عطفــــاتـــه
عــــــواطف لا تحصى ولاتتكيّــف