بـسم مـن سهل لنا كل الصعاب
650
بـسم مـن سهل لنا كل الصعاب
وسهل اللي في السما تهذب هذيب
فـوق متن الجامبو والكيف طاب
زال هـمي وابـتدا جرحي يطيب
أقـلعت ثـم اعتلت فوق السحاب
والـبعيد اصـبح بعون الله قريب
أقـلعت من مصر في رحلة أياب
مـحركاته روز والـكبتن نـجيب
مـاحلا الـمنكاف من بعد الغياب
اشـهد ان افـراق ديرتنا صعيب
عـفت ذيـك الـدار يامال الذهاب
كـل مـخلوق ٍ بـداره يستطيب
لـو تـوفر كـل شـي ٍ يستطاب
لـلاراده بـالهوى مـا نستجيب
مـانبا الـبدله تـعودنا الـثياب
حـافظين انـفوسنا من كل غيب
مـا تـأثرنا بـزيف ولا سـراب
قـدر الامـكان انـتجنب ما يريب
والـنسيم الـلي مـحمل بالتراب
مـوصدين ٍ دونـه الباب القطيب
اتـرك الـلي فـر من باب ٍ لباب
يـتركه مـن كان له عقل ٍ لبيب
الـظما عـندي ولا بعض الشراب
كـدر الماء طين من كثر الزعيب
صنت نفسي عنه ما دونه حجاب
ردنـي عن قربه احساس الغريب
طـيف مـخلوق ٍ دعاني للصواب
دلـني طيفه على الراي المصيب
كـلما قـلّبت صـفحات الـكتاب
قـمت افكر فيه في صمت ٍ رهيب
ويـتصور لـي وفي عينه عتاب
كـم تـعاتبني ونـا منها صويب
مـثل اصـابة حضرميه للنصاب
كـونها فـي الجسم تأثيره غريب
عـالجه مـبسم كما فضم الجعاب
ابـيض ٍ نـاصع مـسكن للهيب
كيف منه الجرح وعلاج المصاب
صـار مـنه الدا وهو نعم الطبيب
حـين بـادلني بمعسول الجواب
كـنه مـن الابكار يسقيني حليب
اسـتتب الـنور وانزاح الضباب
وزال عنه الخوف من عين الرقيب
واشـرقت غـرة ثـناياه العْذاب
واسـتدار البدر في الكون الرحيب
وان تـحرك في رشاقه وانسياب
الـنسيم يـميل بالغصن الرطيب
داعـب الـغيره بـغضات الشباب
عـبروا بالصمت في منظر كئيب
يـنكشف زيف التمكيج والخضاب
مـعدن الـتقليد يـكشفه المذيب
والأصيل مـنزه ٍ عـما يـعاب
فـرق مـا بين المشبهن والعريب
يـاجليل الـملك يـا جزل الثواب
قـرب الـغايب لـداره والـحبيب
جـعل يـسقا يـوم نلقاهم طياب
فـي ربـا نـجران منبع كل طيب
من سهول ومن جبال ومن هضاب
حـالف انـهاعن خيالي ما تغيب
شـاقني شـيبان ربعي والشباب
وشـاقني ريم ٍ سكن ذاك الشعيب
كـم صبرت وكم تجرعت العذاب
والـفرج جـا يالله يللي ما تخيب
ون بدا نجم السعد والنحس غاب
سـاعد المظمي على ورد القليب
شـربة ٍ تبرد هجا القلب المصاب
بـامر ربـي كان باقي لي نصيب
وان تـعّذر مـا على ربي حساب
حـن بـتدبيره وهو نعم الحسيب