من مُبْلِغٌ مولاتَنا ابنةَ أَحمدٍ

102

من مُبْلِغٌ مولاتَنا ابنةَ أَحمدٍ

كَهْفَ النجاة وَمَطْلَعَ الأَنوارِ

ومقَرَّ تأْييدِ الإِمام الآمر ال

منصور نَجْلِ العِتْرَةِ الأَطهارِ

والشُّمَّ من قحطان حيث تَبَوَّأَتْ

في المجد خير مُبَوَّإِ وقرارِ

كَهْلان أَرْباب الممالك والذُّرَي

من حِمْيرٍ بالنَّجْدِ والأَغوارِ

مَنْ حَلَّ من عَدَنٍ إِلى وَجًّ ومَنْ

في حَضْرَمَوْتَ إِلى مَحَطِّ ذَمارِ

قَوْمي وأَنصاري الذين إِذا يدي

عَلِقَتْ بهم غَنِيَتْ عن الأَنصار

من لحْمُهم لحْمُي ومن دمُهم دمي

ونِجارُهم في الانتسابِ نجاري

أَزكي التحية والسلامَ مُكَرَّراً

كالمِسْكِ فاح بعيْبَةِ العطّارِ

وحكاية الحال الذي قد نالني

وجَرَى به حُكْمُ القضاء الجاري

أَنِّي دعتني دَعْوةً فأَجَبْتُها

عكُّ لأَفْكُكَهَا من الإيسار

حين اسْتَفَزَّتها الجيوشُ ببأْسها

ذُعراً وأَعْوزَها وُجود مَطارِ

فبذَلْت جاهي طالِباً لصَلاحِها

والله في علَني وفي إِسراري

وسعيتُ سعْىَ الناصِح الحَدِبِ الذي

يبغي لهم رِبحاً بغير خسارِ

حتى استقرّ الأَمرُ فيها زُمْنَةً

لهمُ بحسْبِ السُّؤْل والإِيسار

ونَهَضْت من داري أُرِيدُ لِقاءَهم

للنَّصْرِ في نَفَرٍ من الأَنفارِ

مُسْتأْمِناً لهم وعنديَ أَنَّهم

لا يفعلون فَعائل الغدّارِ

ونَدبتُ من فوري سفيراً نَحْوَهم

يحكي لهم ما كان من أَخباري

ونزلتُ بالحمّاءِ مُنتظِراً لما

يأْتي به في الوِرْدِ والإِصدار

والقوم في مَكْرٍ دقيقٍ قَبْله

يبغون تدميري به ودَماري

جعلوا الصَّلاحَ ذريعةً فيه إلى

خَدْعي فِعال الخادِعِ الغدّارِ

وَرأَوْا سفيراً مقبِلا وتواثبوا

لهلاكه من خشية الإِنذارِ

فتَحكَّمَتْ فيه السيوفُ وأَقبلوا

في الرَّكْضِ ما قبضوا قَريِنَ عِذارِ

حتَّى بَدَتْ لي خَيْلُهم وجِباهُها

مُتَكَشفاتٌ عن قَتام غُبارِ

والكلُّ مِنَّا طارِحٌ لِسلاحِهِ

وخيولنا في الرَّعى وَهْي عَوارِ

مُستشعِري دَعَةٍ وأَمْنٍ جَمْعُنا

من جَمْعِهم عُشْرٌ من المِعْشارِ

فتَواثَبَتْ صحْبي تريد جِيادَها

مُتَبادِرين وَلاتَ حين بدار

فتَمكَّنَتْ منها وقد أَلْوَتْ بها

عَكٌّ ضُحىً في عسكرٍ جَرّارِ

ولقد رأَيتُ فما رأَيتُ كعُصْبَةٍ

مِنَّا ككاشِرة النيوب ضَواري

صيروا لحرِّ جِلادِها في مأَزقٍ

ضَنْكٍ بِمرْهَفَةِ الشِّفار قِصارِ

رَدَّتْ بها عَكاّ على أَعقابها

وهمُ ثمانيةٌ ثلاثُ مِرارِ

حتَّى تَكاثَرَ جمْعُها فاستأْثَرتْ

منها بأَرْوَعَ باسِلٍ مِغوارِ

وحَوتْ لنا سلَباً قليلا قَدْره

من عَوْدةٍ جَمحَتْ ومن أَمهارِ

وتَقَمَّصتْ فينا قميصاً لَوْنُهُ

من غَدْرِها المشهور لَوْنُ القارِ

ثمّ انْثَنَتْ هرَباً يُحطِّمُ بعضها

بعضاً بواسعة الفجِاج قِفارِ

فاستعصمتْ في كلّ أَشْيَب شامخٍ

عالي الذُّري متَقَطَّع الأَدْوارِ

ونَذَرتُ أَنْ آتيهم في جحفَل

من يعْرُبٍ كالمُزْبِدِ التّيارِ

لأُريهمُ قومي الذين دعوتُهم

إِذْ لم يكونوا ثمَّ بالحُضَّار

إِذْ قال قائِلُهم غداةَ كِفاحِنا

لي أَين قحطان أُباةُ العار

هلاَّ تُدافِعُ عنك أَو تَحْمِيك أَو

تَصْلَي أَمامك حَرَّ هذي النارِ

ولو أنَّني حاذَرْتُ منهم غَدْرَةً

لَلَقيتُهم في الجَحْفَل الجرّارِ

من كلّ أَرْوَعَ يستمدّ إلى الرَّدَى

رأْىَ الكهول وعزمةَ الأَغمارِ

ولَكُنْتُ من ولدي غريب كالذي

يحمي ويدفع صَوْلَةَ المكَّار

لكنْ أَثقتُ بهم فكُنْتُ كباسِطٍ

يُمْنَى يديه لمسْحةٍ لحِمارِ

وافَتْه منه عَضَّةٌ أَوْدَتَ بها

يَدُهُ ولم يك مضْمِراً لحِذارِ

رَجْعُ الحديث إليك يا قحطانُ هل

تُرْضِيكِ فَعْلَةُ عكِّها الأَشرارِ

من كلّ مخَّاضٍ ذبا أَلبانه

في كلّ ليلٍ مقْبلٍ ونهار

ومُدَعْدِعاً بشِياهِهِ مُتَقَلِّداً

أَرباق خِرْفانٍ لهنَّ صغارِ

بُدْوانُ ماشيةٍ ضعيفٌ أَمْرُهم

من ذي عِنازٍ ثمَّ من أَبقار

لو جاءَه ما جاءَه من مُمْكنٍ

للمُلْكِ يَلْبسُ حُلَّةَ الجبَّارِ

لَعُذِرْتُمُ فيه ولم أَهتف بكم

أَبَداً ولكنْ خِفْتُ كُثْرَ العارِ

لكنْ أَنِفْتُ عليكمُ من مِثْلها

سَمَراً يُغادَي ليس بالسُمَّار

وعَلِمْتُ أَنَّ ملوك قحطان متى

سَمِعَتْ بها قَرحَتْ من الأَبشار

وأَبَتْ لها ريحُ الحميّة أَنْ تُرَى

تُغْضِي لِواتِرها على الأَوتارِ

وأَجابت الداعي إلى ما شاءَه

منها ولَوْ في أَبعد الأَخطارِ

ولقد خَلَتْ من عكّ أَكثرُ دارِها

خَوْفاً وأَجْفَلَ أَهْلُها بفِرارِ

وغَدَتْ وما بيني وبين وَقِيهَةٍ

إِلا سَباسِبُ للنِّساع مَجارِ

وعلىّ للرحمن أَنْ لا تلتقي

أَبداً بطيبِ مَنامِها أَشفاري

حتَّى تزورَهمُ بعُقْرِ وقيهةٍ

خَيْلي وأُلبِسُهم ثِيابَ صَغارِ

وعليك يا قحطانُ أَنْ تُوفيِ به

نَذْري وأنْ تَسْعَىْ لنَقْمِ الثار