من موطني عانقت فجر النبوة
1842
من موطني عانقت فجر النبوة
وبيدي غرفت النور من جال واديه
عل أسفله سيل حدر من علوه
كأن السماء ونجومها تغتسل فيه
حبه مثل سيله جرفني بقوة
ويلي عليه أول زماني وتاليه
خطمت بأشواقي مراويح نوه
وإن شحّت بماها بعيوني أسقيه
لا وأدفنوني في بطاحين جوه
خلوني أطلع سدرة في روابيه
لو رحت للفردوس عودت توه
أنه بيدعيني وبأقول لبيــــه
أطلال شعبٍ أحترق ما تأوه
ولا كفر بالحب فرضه مصليه
شيب الوقار وعنفوان الفتوة
ديباجة أيامه ونكهة لياليه
جبريل من ذا الوادي أسبغ وضوه
وصلى على الجابح ونفض جناحيه
وجدي شعق في وادي العرض ضوه
وموسى خلع في وادي العرض نعليه
هبايبه بأحلى القصايد تدوه
ما تسكر الدنيا سوى من قوافيه
الله على عدوانه يصب سوه
وادي غويج الله يعادي معاديه
واللي يبا أمه فوق قبره تنوه
يصابح المهيوب ولا يماسيه
نجران ما ينكف بنصرٍ عدوه
يعوي مراح ما تسكت قوافيه
أبي وتأخذني عليه الحموه
ولا بتكسر عظم ساقي المشاريه
دن القلم مني حياتي دنوه
كفي تنومس به وقلبي يناجيه
يقسى الدهر ويزيد حرفي قسوه
لين أقلب التاريخ عاليه واطيه
كل يا دهر وما ردت سوه
نجران يبقى حاضر الله وماضيه
هنا المسيح لقي حنان الأبوة
ومريم على القمراء تقصص لأثاريه
أشعلت له في الرأس ذبلت مروه
وحلفني أني ما أخذ الهينة فيه