الشـمــسُ عنْهُ كليـلَةٌ أجفـانُهـا

149

الشـمــسُ عنْهُ كليـلَةٌ أجفـانُهـا

عَبـرَى يَضِـيـقُ بسـرّهـا كِتـمانُها

لو تـســتـطـيـعُ ضِيـاءَهُ لَدَنَتْ لهُ

يَـعْــشـو إلى لَمَعـانِهِ لَمَعـانُهـا

وأُريكَهـا تَخْـبـو على بُرَحـائِها

لم تَـخْـفَ مُذْعِـنَـةً ولا إذعانُهـا

إيـــوانُ مَـــلْكٍ لو رأتْهُ فـــارسٌ

ذُعِـرَتْ وخَـرّ لسَـمــكِهِ إيـوانـهـا

واستـعـظَـمَـتْ ما لم يُخـلِّدْ مثلَهُ

سابـورُهَـا قِدْمـاً ولا ساسـانُهـا

سجَـدَتْ إلى النيرانِ أعصُرَها ولو

بَـصُــرَتْ به سَجَـدَتْ له نيـرانُهـا

بـل لو تُجـادلُهـا بهِ ألبابُهـا

في اللّه قامَ لحُسـنِهِ بُرهـانُها

أوَما ترى الدّنْيا وجامعَ حُسنْهِا

صُغـرى لديه وهي يعـظُـمُ شانها

لولا الذي فُتِـنَـتْ به لاستعْبَرَتْ

ثكـلى تَفُـضُّ ضُلوعَهـا أشجـانـهـا

خَضِـلُ البشـاشـةِ مُرْتَوٍ من مائها

فــكـــأنّهُ مــتَهَـــلِّلٌ جَــذْلانُهـــا

يَنْـدى فتـنْـشـأُ في تَنَـقُّلـِ فَيْئِهِ

غُرُّ السحـائبِ مُسـبِـلاً هَطَـلانها

وكـأنّ قُـدسَ ويـذبُـلاً رَفَدا ذُرَى

أعـلامِهِ حـتــى رَسَـتْ أركـانُهــا

تَغـدو القصورُ البِيضُ في جَنَباتِهِ

صُوْراً إليه يَكِـلُّ عنـه عِيـانُها

والقُـبــةُ البَـيـضـاءُ طائِرَةٌ بهِ

تَهوي بمُـنـخَـرقِ الصَّبا أعنانُها

ضُـرِبَــتْ بأرْوِقَـةٍ تُرَفـرِفُ فوقَهـا

فهـوى بفُـتْـخِ قوادم خَفـقَـانـها

عَـليــاءُ مُـوفِــيَـةٌ على عَليـائِهِ

في حيْـثُ أسلَمَ مُقـلَةً إنسـانُها

بُطْـنـانُهـا وَشيُ البُرودِ وعَصْبُها

فـكــأنّــمــا قوهِـيُّهـا ظُهرْانـهـا

نِـيـطَـتْ أكاليـلٌ بهـا مَنـظـومَـةٌ

فـغَـدا يُضـاحِـكُ دُرَّها مَرجـانُهـا

وتَـعــرّضَــتْ طُرَرُ السُّتورِ كأنّهـا

عـذَبـاتُ أوشِحَـةٍ يروقُ جُمـانـهـا

وكأنّ أفوافَ الرّياضِ نُثِـرْنَ في

صَـفَــحَــاتِهـا فَتَـفَـوّفَـتْ ألوانُها

فأدِرْ جُفـونَـكَ واكتـحِـلْ بمناظِرٍ

غَشّـى فِرنـدَ لُجَيْـنِهـا عِقْـيـانها

لِترى فنـونَ السحْـرِ أمثِلةً وما

يُدري الجَهولَ لَعَلّهـا أعيـانُها

مُـســتَــشــرِفـاتٍ من خُدورِ أوانِسٍ

مصـفـوفَـةٍ قد فُصّـلتُ تِيـجـانـهـا

مُتَـقـابِـلاتٍ في مَراتِـبِهـا جَنَـتْ

حرْباً على البِيضِ الحِسانِ حسانها

فاخـلَعْ حميداً بينها عُذْرَ الصِّبا

ولُيـبْــدِ سِـرَّ ضـمــائِرٍ إعلانُهـا

وحَبـاكَهـا كِلفُ الضُّلوع بحسنها

رَيّـانُ جـانــحــةٍ بـهـا مَلآنـهـا

تُسْـلي المُحِبَّ عن الحبيبِ وتجتَني

ثمـرَ النفـوس مُحَـرَّمـاً سُلْوانُها

رَدّتْ على الشّعراء ما حاكَتْ لها

غُرُّ القوافـي بِكـرُهَـا وعَوانُهـا

وأتَـتْ تُـجَــرِّرُ في ذيولِ قصـائدٍ

يكـفـيـكَ عن سِحْرِ البَيان بيانها

أعْيَـتْ لَبيـبـاً وهي مَوقِـعُ طَرْفِهِ

فقَـضَـى عليـه بجـهـلِهِ عرفـانُها

إبـراهِــمِــيّــةُ سُـودَدٍ تُعـزَى إلى

نَجْـرِ الكِرامِ جِنـانُهـا ومَعانُها

فـكــأنّهُ سيـفُ بنُ ذي يَزَنٍ بهـا

وكـأنّهـا صَنـعـاءُ أو غُمـدانـهـا

سُـحِــبَــتْ بهـا أردانُه فتَـضَـوّعَـتْ

عَـبَــقـاً بصـائِكِ مِسـكِهِ أردانُها

وكـأنّــمـا لَبِسَـتْ شَبـيـبَـتَهُ وقَدْ

غادى النّدَى متـهَـلِّلاً رَيعانها

وكـأنّــمــا الفِرْدَوسُ دارُ قرارِهِ

وكـأنّ شـافــعَ جـودِهِ رِضْـوانـهـا

أبـدَتْ لَمـرآكَ الجَـليــلِ جَـلالَةً

يـعـلو لمكـرمـةٍ بذاك مَهانـهـا

وهَفَـتْ جوانـبُهـا ولولا ما رَسا

من عبء مجْدكَ ما استقَرّ مكانها

ولَنِعْـمَ مَغـنـى اللهوِ تَرأمُ ظِلَّه

آرامُ وَجْـرَةَ رُحْـنَ أو أُدْمـانـهـا

ونخـالُهـا صَفـراء عارَضَتِ الدُّجى

وسَرَتْ فنـادَمَ كوكـبـاً نَدمـانُها

قدُمـتْ تُزايـلُ أعصُـراً كَرّتْ على

حَوبـائِهـا لمّا انقَـضَى جُثمانها

وأتتْ على عهـدِ التّبـابـعِ مُدّةً

غَضّـاً على مَرّ الزّمانِ زمانـهـا

يَمَـنِـيّـةُ الأرْبابِ نجـرانـيّةُ ال

أنسـابِ حيـثُ سَمَـتْ بها نَجرانُها

أو كِـسْــرَويّــةُ مَـحــتــدٍ وأرومـةٍ

شَمـطـاءُ يُدعَـى باسمِها دِهقانُها

أو قَرقَـفٍ ممّـا تنـشّى الرّومَ لا

نَـشَــواتُهــا ذُمّتْ ولا نَشـوانُهـا

كان اقتـنـاها الجاثلِيقُ يُكِنُّهَا

ويَــصُـــونُ دُرّةَ غـائصٍ صَـوّانــهــا

في مَعـشـرٍ من قومـه عَثَرَتْ بهم

نُوَبُ الزّمانِ فغـالَهـم حِدثانها

كـرُمَــتْ ثَـرىً متـأرِّجـاً وتوسّـطـتْ

أرضَ البَطـارقِ مُشـرِفـاً أفدانها

لم يُضـرِمـوا ناراً لهَيبتِها ولمْ

يَسـطَـعْ بأكـنـافِ الفَضاء دُجانها

فـكــأنّ هـيــكَــلَهـا تَقَـدّمَ رايَةً

وكـأنّ صَـفّ الدّارعـيــنَ دِنانُهـا

غَنِـيَـتْ تطـوفُ بها ولائدُهمْ كما

طافَـتْ برَبّـاتِ الحِجـالِ قِيـانها

قد أُوتِيَـتْ من عِلمِهـمْ فكـأنّها

أحبـارُ تلك الكُتبِ أو رُهبانها

جـازتْهُــمُ تَـرْمَــدُّ فـي غُلَوائِهـا

فتُـخُـرّمـوا وخَلا لها مَيـدانُها

فـكَـلَتْـكَ ناجـودٌ تديـرُ كؤوسَهـا

هِيـفٌ تُجـاذبُ قُضْـبَهـا كُثـبـانها

مـن قـاصـراتِ الطَّرْفِ كلّ خريـدةٍ

لم يأتِ دونَ وِصالهـا هِجـرانُهـا

لم تَدْرِ ما حَرُّ الوَداعِ ولا شجَتْ

صَبّـاً بمُـنْـعَـرَجِ اللوى أظعـانها

قد ضُرّجَـتْ بدم الحيـاء فأقبلتْ

متـظـلّمـاً من وَردها سُوسـانـهـا

تشـكـو الصِّفادَ لبُهْرِهـا فكأنّما

رَسَـفَــانُ عـانٍ دَلُّهـا رَسَفـانـهـا

سامـتْهُ بعـضَ الظلم وهي غريرةٌ

لا ظُلمُهـا يُخْـشَـى ولا عُدوانها

فـأتَــتْهُ بـيـن قَراطِـقٍ ومَنـاطِـقٍ

يُثْـنـى على سِيَـرائِهـا خَفْتانها

وإذا ارتمَـتْهُ بمـا تَريشُ ومُكّنَتْ

فـأصــابَ أسْـودَ قلْبِهِ إمكـانُهـا

لم تَدْرِ ما أصْمَى المليكَ أنَزْعُها

بسـديـدِ ذاك الرّمْي أو حُسبانها

فـي أريَـحِـيّـاتٍ كرَيْـعـانِ الصِّبَا

حَركـاتُهـا وعلى النُّهى إسْكانها

ولئن تَـلَقّــيْــتَ الشّبـابَ وعَصْـرَهُ

بالمُـلْهِـيـاتِ فَعَـصْـرُهـا وأوانها

ولئن أبَـتْ لك خـفْـضَ ذاكَ ولِينَهُ

نفـسٌ كهَـضْـبِ عَمـايَـتـيـنِ جَنانها

فلقـبـلَمـا أسْلتْكَ عن بِيض الدُّمى

بِيـضٌ تُكـسَّرُ في الوغى أجفانها

وضرائبٌ تُنـبـي الحُسـامَ مَضارِباً

أردَتْ شَراسَـتُهـا فخِـيـفَ لِيانُهـا

وأُبُـوّةٌ هـجَــرَتْ مَـقـاصِـرَ مُلكِهـا

فـكــأنّــمَـا أسْيـافُهـا أوطانُهـا

قَــوْمٌ هُــمُ أيّـامُهُــمْ إقـدامُهــا

وجِـلادُهــا وضِـرابُهـا وطِعـانُهـا

وإذا تَمَـطّـرَتِ الجِيـادُ سَوابِـقـاً

فبـهـم تَكَـنُّفـُهـا وهم فُرسـانها

وإذا تَـحَــدّوْا بَـلْدَةً فـبِـزَأرِهِـم

صَعَـقـاتُهـا وببَـأسِهِـمْ رَجَفـانُهـا

آلُ الوَغى تَبـدو على قَسَـماتهمْ

أقْـمــارُهَــا وتحـفُّهـُمْ شُهبـانُهـا

يَـصْـلَونَ حرَّ جحـيـمـهـا إن عرّدَتْ

أبـطــالُهــا وتَزَاورَتْ أقرانـهـا

جُرْثـومَـةٌ منها الجِبالُ الشُّمُّ لم

يُغْـضَـضْ متـالِعُهـا ولا ثَهلانُهـا

رُدّتْ إليك فأنـتَ يعـرُبُهـا الذي

تُعْـزَى إليه وجعْـفَـرٌ قَحـطـانـها

فافـخَـرْ بتيجانِ المُلوكِ ومُلكِها

فـلأنـتَ غيـرُ مُدافَـعٍ خُلصـانُهـا

للّهِ أنْـتَ مُـواشِــكــاً عجِـلاً إلى

جَدوَى يَدٍ مَدُّ الفُراتِ بَنـانـهـا

يَفـديـكَ ذو سِنَـةٍ عن الآمالِ لم

يـألَفْ مَضـاجـعَ سُؤدَدٍ وَسْنـانـهـا

تَرِدُ الأماني الخِمسُ منه مَشارِعاً

مِـلءَ الحِـيــاض مُـحَـلَّأً ظَمـآنُهـا

من كل عاري اللِّيتِ من نَظم التي

رَجَحَـتْ بخـيـرِ تجـارَةٍ أثمـانـها

يُدنـي السؤالَ إليه عاملُ صَعدَةٍ

مُتَـغَـلْغِـلٌ بيـن الشِّغافِ سِنانها

أعْلتْـكَ عنـهـم هِمّـةٌ لم يَعـتـلِقْ

مَثْـنى النّجوم بها ولا وُحدانها

دانَيْـتَ أقْطـارَ البلادِ بعَـزْمَـةٍ

مُلقـىً وراء الخافِـقَـيـنِ جِرانها

وهي الأقاصي من ثُغور المُلك لا

تُخـشَـى مخـاوِفُهـا وأنتَ أمانُها

مـتــقـلّداً سيـفَ الخِلافَـةِ للّتي

يُلقَـى إليه إذا استمرّ عِنانُها

تُزْجَى الجِيادُ إلى الجِلاد كأنّما

سَرعـانُ واردةِ القَطـا سَرعـانها

وتُهَـزُّ ألويَةُ الجنـودِ خَوافِـقـاً

تحـتَ العَجـاجِ كَواسِـراً عِقبانها

حتـى إذا حرِجَـتْ به أرْضُ العدى

مُتَـمَـطّـيـاً وتَضـايـقَـتْ أعطـانـها

ألقَـتْ مـقــالِيـداً إليه وقبـلَهُ

ماانـفـكّ خالعُهـا ولا خُلعانها

لا قلتَ إنّ الدّينَ والدّنْيـا لَهُ

عِـوَضٌ ولُؤمُ مـقــالةٍ بُهْـتــانُهــا

أمَدُ المَطالبِ والوفودِ إذا حَدَتْ

فَوْتَ العيـونِ رِكابُهـا رُكبانها

ألِفَ النّـدَى دَأبـاً عـليـه كأنّهُ

رَتْكُ المَطِـيِّ إليهِ أو وَخَدانـها

غَـفّــارُ مُوبِـقَـةِ الجَرائم صافـحٌ

وسَـجِــيّــةٌ مـن ماجِـدٍ غُفـرانـهـا

شيـم إذا ما القول حن تبرعت

كرمـاً فأسـجـح عطـفـها وحنانها

إنّـي وإن قصّـرْتُ عن شكـريـه لم

يَـغْـمَـطْ لَدَيّ صنـيـعَـةً كُفـرانـهـا

كنـتُ الوليدَ فلم يُنـازِعْهُ بنو

خـاقـانَ مكـرمـةً ولا خاقـانـهـا

مِنَـنٌ كبـاكِـرَةِ الغَمـامِ كفـيـلةٌ

بالنُّجـْحِ موقـوفٌ عليـه ضَمـانها

يـا وَيْلَتَـا منّـي عليّ أمُخْـرِسـي

إحسـانُهـا أو مُغـرِقـي طُوفـانها

ما لي بها إلاّ احتراقُ جوانحي

يُـدنــي إليـك ودادَها حَرَّانـهـا

دامَتْ لنا تلك العُلى متَـفَيّئاً

أظْـلالُهَــا مُـتَهَــدّلاً أفنـانـهـا

واسـلَمْ لغَـضّ شـبــيــبَــةٍ ولدولَةٍ

عَـزّتْ وعَـزّ مـؤيَّداً سـلطــانــهــالم تَدْرِ ما أصْمَى المليكَ أنَزْعُها

بسـديـدِ ذاك الرّمْي أو حُسبانها

فـي أريَـحِـيّـاتٍ كرَيْـعـانِ الصِّبَا

حَركـاتُهـا وعلى النُّهى إسْكانها

ولئن تَـلَقّــيْــتَ الشّبـابَ وعَصْـرَهُ

بالمُـلْهِـيـاتِ فَعَـصْـرُهـا وأوانها

ولئن أبَـتْ لك خـفْـضَ ذاكَ ولِينَهُ

نفـسٌ كهَـضْـبِ عَمـايَـتـيـنِ جَنانها

فلقـبـلَمـا أسْلتْكَ عن بِيض الدُّمى

بِيـضٌ تُكـسَّرُ في الوغى أجفانها

وضرائبٌ تُنـبـي الحُسـامَ مَضارِباً

أردَتْ شَراسَـتُهـا فخِـيـفَ لِيانُهـا

وأُبُـوّةٌ هـجَــرَتْ مَـقـاصِـرَ مُلكِهـا

فـكــأنّــمَـا أسْيـافُهـا أوطانُهـا

قَــوْمٌ هُــمُ أيّـامُهُــمْ إقـدامُهــا

وجِـلادُهــا وضِـرابُهـا وطِعـانُهـا

وإذا تَمَـطّـرَتِ الجِيـادُ سَوابِـقـاً

فبـهـم تَكَـنُّفـُهـا وهم فُرسـانها

وإذا تَـحَــدّوْا بَـلْدَةً فـبِـزَأرِهِـم

صَعَـقـاتُهـا وببَـأسِهِـمْ رَجَفـانُهـا

آلُ الوَغى تَبـدو على قَسَـماتهمْ

أقْـمــارُهَــا وتحـفُّهـُمْ شُهبـانُهـا

يَـصْـلَونَ حرَّ جحـيـمـهـا إن عرّدَتْ

أبـطــالُهــا وتَزَاورَتْ أقرانـهـا

جُرْثـومَـةٌ منها الجِبالُ الشُّمُّ لم

يُغْـضَـضْ متـالِعُهـا ولا ثَهلانُهـا

رُدّتْ إليك فأنـتَ يعـرُبُهـا الذي

تُعْـزَى إليه وجعْـفَـرٌ قَحـطـانـها

فافـخَـرْ بتيجانِ المُلوكِ ومُلكِها

فـلأنـتَ غيـرُ مُدافَـعٍ خُلصـانُهـا

للّهِ أنْـتَ مُـواشِــكــاً عجِـلاً إلى

جَدوَى يَدٍ مَدُّ الفُراتِ بَنـانـهـا

يَفـديـكَ ذو سِنَـةٍ عن الآمالِ لم

يـألَفْ مَضـاجـعَ سُؤدَدٍ وَسْنـانـهـا

تَرِدُ الأماني الخِمسُ منه مَشارِعاً

مِـلءَ الحِـيــاض مُـحَـلَّأً ظَمـآنُهـا

من كل عاري اللِّيتِ من نَظم التي

رَجَحَـتْ بخـيـرِ تجـارَةٍ أثمـانـها

يُدنـي السؤالَ إليه عاملُ صَعدَةٍ

مُتَـغَـلْغِـلٌ بيـن الشِّغافِ سِنانها

أعْلتْـكَ عنـهـم هِمّـةٌ لم يَعـتـلِقْ

مَثْـنى النّجوم بها ولا وُحدانها

دانَيْـتَ أقْطـارَ البلادِ بعَـزْمَـةٍ

مُلقـىً وراء الخافِـقَـيـنِ جِرانها

وهي الأقاصي من ثُغور المُلك لا

تُخـشَـى مخـاوِفُهـا وأنتَ أمانُها

مـتــقـلّداً سيـفَ الخِلافَـةِ للّتي

يُلقَـى إليه إذا استمرّ عِنانُها

تُزْجَى الجِيادُ إلى الجِلاد كأنّما

سَرعـانُ واردةِ القَطـا سَرعـانها

وتُهَـزُّ ألويَةُ الجنـودِ خَوافِـقـاً

تحـتَ العَجـاجِ كَواسِـراً عِقبانها

حتـى إذا حرِجَـتْ به أرْضُ العدى

مُتَـمَـطّـيـاً وتَضـايـقَـتْ أعطـانـها

ألقَـتْ مـقــالِيـداً إليه وقبـلَهُ

ماانـفـكّ خالعُهـا ولا خُلعانها

لا قلتَ إنّ الدّينَ والدّنْيـا لَهُ

عِـوَضٌ ولُؤمُ مـقــالةٍ بُهْـتــانُهــا

أمَدُ المَطالبِ والوفودِ إذا حَدَتْ

فَوْتَ العيـونِ رِكابُهـا رُكبانها

معلومات عن الشاعر: ابن هانئ الأندلسي

ابن هانئ الأندلسي أو أبو القاسم محمد بن هانئ بن سعدون الأزدي الأندلسي (326 – 363هـ ، 937 – 973م) من أعلام شعراء المغرب العربي