بـاتَـت نَوارُ وَقَد قامَـت تُحَـيّـيـنـي

163

بـاتَـت نَوارُ وَقَد قامَـت تُحَـيّـيـنـي

تُـمــيــتُــنــي بِـتَـحـيّـيِّهـا وَتُحـيـنِـي

أَضُـمُّهــا وَبَـيــاضُ الصُّبـحِ يُعـجِـلُهـا

عَنّـي فَتُـبـعِـدُنـي حيـنـاً وتُدنـيـنـي

مَمـكُـورَةً كَقَـضـيـبِ التِّبرِ أَو كَقَـضي

بِ الخَيـزَرانِ مَعاً في اللَّونِ واللِّينِ

كَـأنَّمــا غَـرَسَــت مِـن قَـدِّهـا غُصـنـاً

يَهـتَــزُّ فـي رَملَةٍ مِن رَملِ يبـريـنِ

وَفي العُيُـونِ مَهاً جاءَت بَراقِـعُهـا

عَن فِتنَةِ السِّحرِ أَو عَن أَعيُنِ العينِ

حُـورٌ يُـحَــلّيــنَ إخوانَ الوَقارِ وَأَر

بابَ العُقُـولِ بِأفـعـالِ المجـانـيـنِ

يا مُتـلِفـي بَعـضُ هَذا لَو قَنِعتَ بِهِ

يَكـفـيـكَ فيَّ وَبَعـضُ الهَجـرِ يَكفيني

أسَــأتَ فــيَّ وَلَم تُـحــسِــن إلَيَّ أَمـا

يـدٌ تَـشُــجُّ وأُخـرَى مِـنــكَ تـأسُـونـي

كَـم أَستَـزيـدُكِ في وَصلِ فَتَـصـرِمُـنـي

وَكَـم أُطيـعُـك في وَصلي وَتَعـصـيـنـي

دَعـنــي وَمـا حَدَثَـت لِلبَيـنِ حادِثَـةٌ

أَدَرِّجُ القَـلبَ مِـن حـيــنٍ إلَى حـيــنِ

أحلَى الهَوَى ما تَمَـنَّى طيبَ عيشَتِهِ

صَــبٌ بِــصَــب وَمَـفــتُــونٌ بِـمَــفــتُــونِ

أمـا وَمـائِلَةِ الأَحقـافِ داميَـةِ ال

أَثـافِ وُحمِ الذُّرَى صُهبِ العَثـانـيـنِ

حُولِ العُيُـونـش إذا ما نَبأَةٌ عَرَضَت

مِن خَلفِهـنَّ خَلَطـنَ البَيـنِ بِالبَـيـنِ

قَدمَـتَّهـا السَّيرُ حَتَّى صارَ أَجلَدُهـا

مِـثــلَ الأَهِلَّةِ أَو مِثـلَ العَراجـيـنِ

لَتَـنــزِلَنَّ بِـشَــمــسِ الدَّيـنِ سَيِّد سا

داتِ البَـريَّةــِ سُـلطــانَ السَّلـاطـيـنِ

البـاذِلِ النَّفسِ إن عَزَّت وَإن كَرُمَـت

في اللهِ والمُنفِقِ الدُّنيا مَعَ الدّينِ

والأَخـضَــرُ السَّوحِ والأَيامُ قاتِـمَـةٌ

والأَبيَـضُ الجُونُ تَحتَ العارِضِ الجُونِ

ظِـلٌ عَـلَى حَـرَمِ الإسـلامِ يَـكــنِــفُهُ

عَــدلٌ وَأَمــنٌ وَمَـنٌّ غَـيــرَ مَـمــنُــونِ

أغَــرُّ تَــســتــقــبِــلُ الأيّـامُ دَولَتَهُ

بِالطّـالِعِ السَّعدِ والطَّيرِ المَيامينِ

أنـامِــلٌ سَـدِكَـت بِالجُـودِ مُذ سَدِكَـت

بِـالرّاحــتَـيـن فَمـا ضَنَّتـ بِمَـضـنُـونِ

سـائِل بِهِ يَـومَ نَـجــرانٍ وَوَقـعَـتَهـا

تُـخــبَــر بِـمِــثــلِ عَـليٍّ يَومَ صِفّـيـنِ

غَـشَّى الفـوارِسَ ضَـربـاً في وُجُوهِهِـمُ

عَلَى الخَراطـيـمِ مِنـهُـم والعَرانينِ

يَسـعَى إلَى شُرُفاتِ المَجدِ بِالنَّفَرِ ال

بِيـضِ الجِبـاهِ المَطـاعيمِ المَطاعينِ

آلُ النُّبـُوَّةِ أَربـابُ الخَـلافَــةِ عَـن

أهـلِ الخَـلافَــةِ عَصـبـاً آلِ ياسـيـنِ

يَـقــضــي بِـحَــقِّ أَبـيــهِـم نَصُّ جَدِّهُـمُ

عِـنــدَ المَنـازِلِ في مُوسَـى وَهارُونِ

يَكـفـيـهُـمُ في اتِّحادِ الفَضـلِ أنَّهُمُ

كـانُـوا وَآدَمُ بَيـنَ الماءِ والطّيـنِ

تُردي بِهِم في ظِلالِ البِيضِ ما بَرَقَت

خَيـلُ الوَقائِعِ لا خَيـلُ المَيـاديـنِ

مِن كُلِّ أزَهَرَ يَغـشَـى البَدرَ طَلعَتُهُ

سَـمـحِ اليَدَيـنِ بِثَـدي الحَقِّ مَلبُـونِ

كَم مِن أَخٍ يا ابنَ عَبدِاللهِ قُمتَ بِهِ

فَصِـرتُـمـا كاشـتِـبـاهِ السّينِ بِالشّينِ

آوَيـتَهُ فـي ظِـلالِ المُـلكِ مًـتَّبـِعـاً

فِـعــلَ الأَنـامِ بِـمَــفـرُوضٍ وَمَسـنُـونِ

نَفـسـي فِداؤُكَ مالي عَن نَداكَ غِنىً

فـاعــلَم وَلَو أنَّ مـالي مالُ قارُونِ

إنّـي لأَرفُـضُ مَـن جـاراكَ مُحـتَـقِـراً

أهلَ العِراقِ وَأهلَ الصّيـنِ بِالصّينِ

مــيِّز إذا أَتــاكَ القَـولُ مِـن رَجِـلٍ

حَظَّ العَصـافـيـرِ مِن حظِّ الشَّئَآهـيـنِ

تَجـري الجيـادُ فَلا يَخفَى عَلَى أَحَدٍ

جَـريُ العِـرابِ وَلا جَـريُ البَراذيـنِ

قَدِ اعتَـصَـمـتُ بشَمسِ الدَّينِ فاحتَشِدي

يا نائبـاتِ اللَّيالي ثُمَّ كيـديـني

لَو بِعـتُ حَظـي مِنَ الدُّنيـا لِرُؤيَتِهِ

لا غَيـرَهـا لَم أَكُن فيـهـا بِمَغبُونِ

وَإنَّ أَخـــسَــــرَ خَـــلقِ اللهِ كُــلِّهِـــمُ

في البَيـعِ مَن باعَ مَحقُوقاً بِمظنُونِ

معلومات عن الشاعر: ابن هتيمل

القاسم بن علي بن هتيمل، الخزاعي نسباً، الضمدي بلداً. شاعر، كبير شعراء عصر الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي (694هـ)، أصله من بلاد المخلاف السليماني،