تَـشَــبَّثــَت بِـتَــلابــيــبـي وَأَرداني

154

تَـشَــبَّثــَت بِـتَــلابــيــبـي وَأَرداني

وَعَـوّقَــتـنـي عَن نَهجـي وَعَن شانـي

وَحـاوَلَت نِـيَــتـي عَن غَفـلَةٍ عَرَضَـت

عَــلَى تَــبَـــدُّلِ أَوطــانِ بِــأَوطـــانِ

باتَـت تُغـالِطُـنـي والعَزمُ يَأمُرُني

بِرِحـلَتـي واغتِـرابـي وَهيَ تَنهاني

فَحـيـنَ عاصَـيـتُهـا في أمرِها وَكفَت

عَـلَى تَـرائِبِهــا عَـيــنـانِ عَيـنـانِ

واسـتَـأنَـسَـت وَأمَدَّت في صَواحِـبِهـا

شَـجــواً بِـشَـجـوٍ وَإرنانـاً بإرنـانِ

فَـطَــرَّز الدَّمـعُ خَـدَّيــهــا فَـلُولُؤهُ

في صحـنِ وَجنَـتِهـا سِمـطـانِ سِمطانِ

مِـن أَبـيَــضٍ فَـوقَ خَـدٍّ أَبيَـضٍ يَقِـقٍ

جـارٍ وَمَـن أَحـمَــرٍ قـانٍ عَلَى قانِ

كالسِّلـكِ بَتَّ قُواهُ الكَفُ فانحَدَرَت

مِــنـــهُ بَــوادِرُ مِــن دُرِّ وَمِـرجــانِ

شَمـسٌ مِنَ العالَمِ النوريّ في غَسَقٍ

مِنَ الأثيـثِ عَلَى غُصـنٍ منَ البانِ

حُـوريَّةــٌ قَـصَــبــاً إنـســيَّةـٌ نَسَـبـاً

جِـنّـيَّةـُ الطَبـعِ مِن إنسٍ وَمِن جان

إذا رَمَى طَرفُهـا عَن قَوسِ حاجِبِها

أصـمَــت مَنـافِـذُهُ مِن غَيـرِ مِرنـانِ

يا هَذِهِ ما كَأنّي في القَناعَةِ بِال

عَـيــشِ المُـرَمَّقــِ إلاَّ ظَـبــيُ رمّـانِ

المَرءُ يَفـنَـى وَيُبـلَي الدَّهرُ جِدَّتَهُ

وَعُـمــرَهُ والجَـديــدانِ الجَـديــدانِ

لا تَكـرَهـي ليَ سَعـيـاً أَستَـفيدُ بِهِ

زيـادَةً وَكَـمــالاً بَـعــدَ نُـقــصــانِ

فَإنَّ إتيـانَ نارَ الطُّورِ أَظهَـرَ بُر

هانَ النُّبُوَّةِ في مُوسَـى بنِ عِمران

وَسارَ مُسـتَـعـديـاً سَيفَ ابنَ ذي يَزُنٍ

كِـســرَى فَـرّدَ عَـلَيــهِ مُـلكَ غُمـدانِ

وابـنُ المُهَـلَّبِ آبَـى فـي تَـطَــلُّبِهِ

حَتَّى استَـقـامَ أَميـراً في خُراسانِ

وَشارَفَـت فارٍسٌ مُلكَ الخَلائفُ بال

فَضـلِ بنِ يَحيَى وَبِ الفَتحِ بن خاقانِ

لا يَطـمَعُ النّاسُ في إسقاط مَنزِلَتي

فَـمــا بِأيـديـهِـمُ رِزقي وَحرمـانـي

فَـرُبَّ شُـؤمٍ أتَـى مِـن بـابِ مَلئمَـةٍ

وَرُبَّ رِبـحٍ أتَـى مِـن بـابِ خُـســرانِ

يـا قائِظـاً وَبقـاعُ الأرضِ تَلفُـظُهُ

أَهـلاً بِـأَهــلٍ وَجيـرانـاً بِجـيـرانِ

طَنِّبـ بِدُورِ بَني يَحيَى بنِ قاسِمِ أه

لِ العِـزِّ مِـن حَيّ قَحـطـانٍ وَعَدنـانِ

وانـزِل بِـأركــانِ ثَهـلانٍ فَـإنَّهــُمُ

أوفَـى وَأمـنَــعُ مِـن أركانِ ثَهلانِ

المُـطـعِـمُـونَ إذا ما أخلَفَـت سَنَـةٌ

والمـانِــعُـونَ بَأيـدٍ إن جَنَـى جانِ

هُـم أَمَّنُوا آل رَجّالٍ وَهُم مَنَـعُـوا

بِـالسَّيــفِ أَملاكَ حَسّـانِ بنِ حَسّـانِ

وَهـهُــم أَجـارُوا سُليـمـانَ وَأخرَجَهُ

سـاداتُ حـارِمِ خَوفـاً مِن سُلَيـمـانِ

وَهُم حَمَوا بِالقَنا سَرحَ ابنِ أُختِهمُ

مِن أبرِ جَنَّدَ في جيـلِ ابنِ عَبدانِ

وَأقـدَمُــوا وَصُدُورُ الخَيـلِ جانِـحَـةٌ

عَـنِ التَّقـَدُّمِ مـيــلاً يَـومَ جـازانِ

مِثـلَ الأَسُودِ الضَّواري في سُرُوجِهُمُ

آســادُ بــيــشَــةَ أَو آسـادُ خَـفّــانِ

مِن كِلِّ أَروَعَ مِطـعامٍ إذا نَزَلَتَ بِهِ

الضُّيـُوفُ شَـبــيــهِ الرُّمـحِ مِـطـعـانِ

وَلَيسَ أَعلَى وَلا أسمَـى وَأشرَفَ مِن

جـارِ السَّمـَوأَلِ إلاَّ جـارَ سُـلطــانِ

ما الأَسوَدُ بنِ قِنـانٍ أَو مُعاويَةٌ

وَما المُعَـلَّى وَما حِصـنٌ وَما هاني

وَمـا الحُمـامُ وَهَمّـامُ بنُ مُرَّةَ أَو

جَـسّــاسُ أَو وائلٌ فـي ذُهلِ شَيـبـانِ

دَعِ السَّمـاعَ فَـفـي تَحـصـيـلِ رُؤيَتِهِ

كِــفـــايَــةٌ لَكَ عَـن قـاصٍ وَعَـن دانِ

الاَبيَـضُ الوَجهِ والمِقدامُ إن بَرَزَت

تَــحـــتَ البَـوارِقِ أَقـرانٌ لاَقـرانِ

يَلقَـى المَنـيَّةَ طَلقاً والمَنُونُ لَها

طَـعــمــانِ فـي قُصُـدِ المُرّانِ مُرّانِ

انظُـر إلَى قَمَـرٍ قَد صِيـغَ مِن بَشَرٍ

في الحُسـنِ أَو مَلَكٍ في خَلقِ إنسانِ

عَـفَّ الإزارِ عَـمِّ عَـن بَـيـتِ جارَتِهِ

عَــفَّ الضَّمــائِرِ فــي سِــرٍّ وَإعـلانِ

أشَـمَّ تَـخــلُفُ عَـنـهُ الشَّمسَ طَلعَـتُهُ

أَغَـــرَّ غُـــرَّتُهُ والبَـــدَرُ ســـيّــــانِ

كَــأنَّمـــا فَــيـــضُ كَـفَّيــهِ وَنـائِلُهُ

وَجُـودُ كَـفَّيــهِ سَـيــحـانٌ وَ جَيـحـانِ

يَجـزي المُسيءَ وَيَجزي المُحسِنينَ بِهِ

سُـوءً بِـسُــوءٍ وإحـســانـاً بِإحـسـانِ

خَـلائِقٌ كَسَـحـيـقِ المِسـكِ نَفـحَـتُهـا

اُمـنــيَّةــُ الرُّوحِ مِـن رَوحٍ وَرَيحـانِ

يا ابنَ الفَواطِمِ لَولا لُطفُ بِرِّكَ بي

ما كُنـتُ فارَقتُ أَو لادي وَإخواني

وَلا سَـــلَوتُ وأَرضُ اللهِ واسِـــعَــــةٌ

بِـأهــلِ عَـوسَــجَــةٍ عَن أهلِ نَجـرانِ

وَإنَّمــا لَكُــمُ أيـدٍ تُـبــاركِــرُنــي

بِالنَّيـلِ والنَّيلِ مِن مَثنًى وَوُحدانِ

فَإن عَرَفـتُـمُ وَداري بَيـنَ أَظهِـرِكُم

حَـقّــي وَمُـوجــشــبَ حَقّـي أيَّ عِرفـانِ

فَـآلُ جَـفــنَـةَ لَم يَمـنَـع بِنَـصـرِهِـمُ

وبُـعــدِ شُـقَّتــِهِــم عَـن بِـرِّ حَـسّــانِ

وَكانَ عِندَ بَني النَّجارِ جَارَهُمُ البَ

اقي وَكانَ لَهُم مِن مالِهِ الفاني

وَفي الحَمـيَّةـِ والأَحسـابِ قَد قَتَلَت

سـاداتِهــا وتََفـانَــت قَيـسُ عَيـلانِ

معلومات عن الشاعر: ابن هتيمل

القاسم بن علي بن هتيمل، الخزاعي نسباً، الضمدي بلداً. شاعر، كبير شعراء عصر الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي (694هـ)، أصله من بلاد المخلاف السليماني،