دَعَتْـنـا بِكَهْـفٍ مِنْ كُنَـا بَيْـن دَعْوَةً

144

دَعَتْـنـا بِكَهْـفٍ مِنْ كُنَـا بَيْـن دَعْوَةً

عَـلَى عَـجَــلٍ دَهْـمَــاءُ والرَّكْـبُ رَائِحُ

فَـقُــلْتُ وقَـدْ جَـاوَزْنَ بَـطْـنَ خُمَـاصَـةٍ

جَـرَتْ دُونَ دَهْمَـاءَ الظِّبَاءُ البَوَارِحُ

أَتَـــى دُونَهَـــا ذَبُّ الرِّيَــادِ كَــأَنَّهُ

فَـتــىً فَـارِســيٌّ فـي سَـرَاوِيـل َرَامِحُ

ومَـا ذِكْـرُهُ دَهْـمَــاءَ بَعْـدَ مَزَارِهَـا

بِـنَــجْــرَانَ إلاَّ التُّرَّهَاتُ الصَحَـاصِـحُ

عَفَـا الدَّارَ مِنْ دَهْمَـاءَ بَعْدَ إِقَامَةٍ

عَـجَــاجٌ بِـجَــنْــبَــيْ مَـنْـدَدٍ مُتَـنَـاوِحُ

فَضِـخْـدٌ فَشِـسْـعَـى مِنْ عُمَـيْرَة فَالِّلوَى

يَـلُحْــنَ كَمـا لاَحَ الوُشُومُ القَرَائِحُ

إِذَا النَّاسُ قَالُوا كَيْفَ أَنْتَ وقَدْ بَدَا

ضَـمِـيـرُ الَّذِي بي قُلْتُ لِلنَّاسِ صَالِحُ

لِيَـرْضَــى صَـدِيـقٌ أوْ لِيَبْـلُغَ كَاشِـحـاً

ومَـا كُـلُّ مَـنْ سَـلفْــتَهُ الوُدَّ نَاصِـحُ

إِذَا قِـيــلَ مَـنْ دَهْمَـاءُ خَبَّرْتُ أَنَّهَا

مِنْ الجِنِّ لَمْ يَقْدَحْ لَهَا الزَّنْدَ قَادِحُ

وكَـيْــفَ ولاَ نَـارٌ لِدَهْـمَــاءَ أَوْقِـدَتْ

قَـرِيــبــاً ولاَ كَـلْبٌ لِدَهْمَـاءَ نَابِـحُ

وإِنَّيـ لَيَـلْحَــانِــي عَـلَى أَنْ أُحِبَّهـَا

رِجَــالٌ تُــعَــزِّيــهــمْ قُـلُوبٌ صَـحَــائِحُ

ولَوْ كَـانَ حُـبِّيــ أُمَّ ذِي الوَدْعِ كُـلُّهُ

لأهْـلِكِ مَـالاً لَمْ تَـسَــعْهُ المَسَـارِحُ

أبَى الهَجْرَ مِنْ دَهْمَاءَ والصَّرْمَ أَنَّنِي

مُـجِــدٌّ بِـدَهْــمَــاءَ الحَـدِيــثَ ومَـازِحُ

ويَوْمـاً عَلَى نَجْـرَانَ وَافَتْ فَخِلْتُهَما

كَـأَحْــسَــنِ مَـا ضَـمَّتــْ إِلَيَّ الأَبَاطِـحُ

بِـمَــشْــيٍ كَهَـزِّ الرُّمْـحِ بَـادٍ جَمَـالُهُ

إِذَا جَدَفَ المَشْـيَ القِصَـارُ الدَّحَادِحُ

ولَسْـتُ بِـنَــاسٍ قَـوْلَهَـا إِذْ لَقِيـتُهَـا

أَجِدِّي نَبَـتْ عَنْـكَ الخُطُـوبُ الجَوَارِحُ

نَبَـا مَا نَبَا عَنِّي مِنَ الدَّهْرِ مَاجِداً

أُكَـــارِمُ مَـــنْ آخَــيْـــتُهُ وأُسَــامِـــحُ

وإِنِّيـ إِذَا مَـلَّتْ رِكَـابــي مُـنَـاخَهَـا

رَكِـبْــتُ ولَمْ تَـعْــجَـزْ عَلَيَّ المَنَـادِحُ

وإَنَّيــ إِذَا ضَــنَّ الرَّفُــودُ بِــرِفْــدِهِ

لَمُـخْــتَــبِــطٌ مِنْ تَالِدِ المَالِ جِازِحُ

وعَـاوَدْتُ أَسْـدَامَ المِـيَـاهِ ولمْ تَزَلْ

قَـلاَئِصُ تَـحْــتــي فـي طَـرِيـقٍ طَلاَئِحُ

تَــظَـــلُّ تُـغَــشِّيــ ظِـلَّهَــا سَـدِرَاتِهَــا

وتُــعْـــقَــدُ فـي أَرْسَـاغِهِــنَّ السَّرَائِحُ

وتُـولِجُ فـي الظِّلـِّ الزَّنَاءِ رُؤوسَهَا

وتَـحْــسَــبُهَــا هِـيــمــاً وهُـنَّ صَحَـائِحُ

كَـأَنَّ مُـنَـحَّاـهَـا إِذَا الشَّمْسُ أَعْرَضَـتْ

وأَجْـسَــامَهَـا تَحْـتَ الرِّحَالِ النَّوَائِحُ

معلومات عن الشاعر: تميم بن أبي

تميم بن أبي 70 ق. هـ – 37 هـ / 554 – 657 م تميم بن أبيّ بن مقبل من بني العجلان من عامر بن