لمـن القـصــورُ تـلوحُ كـالغـمـدانِ
163
لمـن القـصــورُ تـلوحُ كـالغـمـدانِ
فـي المـنــكـب التنـي من لبنـان
لمن الخورنـق والسديـرُ ولست في
افـيـاء يشـرخ أو حمـى النعـمـان
نـاديــت ايـن مـلوكـهـا فتـبـلجـت
مــنـــهــا مـلائكُ رحـمــةٍ وحـنــان
فـعــلمــت أني عنـد أطهـر معـشـرٍ
وعــرفـــت انــي نــازلٌ بــجـــنــان
فـي ظـلِّ راهـبــةِ المـحــبــة حيـث
يسـتـشـفي العليل ويستريحُ العاني
ومـتـى وقفـتَ بظـلهـا فهـنـاك تع
رف كـيــف ظـل العـالم الروحانـي
ظـل الفـضــيــلة وهي عامـلة بلا
جــزعٍ ولا طــمـــعٍ بــمـــجـــدٍ فـان
ظلُّ الحنو على اللطيم على العديم
على اليتـيـم على السقيم الواني
انظـر بعـيـنـك كيـف تفـدي مهـجة
الإنـســان حـبـاً مهـجـة الإنسـان
وانـظــر بـعــيــنــك أن أقوى قوةٍ
فـي الأرض تـدعــى قـوة الإيمـان
هـذا عـراءٌ كـان مشـتـبـك القتـا
دِ ومـلعــبَ السـرحــانِ والثـعـبـان
جاءتـه بالإيـمـان راهبـةٌ فصيرت
العـــراء حـــدائقـــاً ومــغـــانـــي
فـكــأنــنــي لمـا نـزلتُ بـظــلهــا
تـحــت القـبــاب نزلت في نجـران
وكـأنــنــي لمـا أتـيــتُ ريـاضـهـا
أدركــتُ ذاك الشــعـــبَ مــن بـوان
نفـضـت علي غصـونـهـا ما ذاب من
مقـل السمـاء لها على الأغصـان
درٌ لجـــيــــنــــيٌ يُــرصـــعُ لمــتـــي
ويـحــلُّ مـثـل الدمع في اجفـانـي
ويــلوحُ فــي ورق الدوالي كـاللآ
لي المـلقــيــات عـلى أكـف حسـان
وتراه في ورق الصنـوبـر كالعقو
دِ فتـشـتـهـيـهـا في نحـور غوانـي
وإذا استـقـرَّ على الثمار ظننتها
أثــداء غــيـــدٍ رُصــعــت بـجــمــان
وإذا تـنــفــســت الريـاض تـذيـبـه
كـالدمــع فـوق مـراشــف الريحـان
هو دمع لبنـانَ القريـرُ ولا ترى
دمـعــاً سـواه يـقــرُّ فـي لبـنــان
لو كـان يُـذرفُ من محـاجـر قومـه
لوجدتـه الدمعَ السخـيـنَ القانـي
قف في ربوع البؤس واسأل اهلها
هـل ضـارعــت اشـجـانـهـم اشجـانـي
ايـكــابــدون من البوارج واللوا
عـج مـا اكـابــده انـا واعـانــي
ما السل ان تُبـلى الصدور بعلةٍ
السـل ان تـبــلى العـلى بـهــوان
السـل أن يـبــلى الأديبُ بجـاهـل
السـل ان يـبــلى البـريــءُ بجـان
السـل ان يـرعــى الرعـيــة خاطـف
ويـســام عـنــتــر لثـم كـف جبـان
والسـل اقـســى ما ترى من هوله
صــرعـــاتُ آمــالٍ ومــوتُ امــانـــي
ما كنـت احسـب ان اراني غابـطاً
مـســتــوطــن الأسـقــام والاحـزان
لكـــنــــنـــي لمــا رأيــت ظــلاله
وريـاضــه ونـعــيـمـهـا المتـدانـي
وعـيــون لبـنــان إليـه شـواخـصـاً
مـــن رأس صـــنــــيـــن إلى شــوران
ونـســيــمـه المتـنـي يغـشـى دوحه
ويــمـــر مــر الهــمـــس بــالآذان
أحـبـبـت ان لا انثـنـي عن فيـئه
ووددت لو انـــي مـــن الســـكــــان
اخـت المحـبـة ان يكـن هذا مكـا
ن الزاهـديــن فلا برحـت مكـانـي
أو كـان هـذا مـنـزلاً للبائسـيـن
فــانـــنــي بـاق هـنــا وكـفــانــي