هـاجَــت هَـواكَ بَـواكِــرُ الأَظعـانِ

156

هـاجَــت هَـواكَ بَـواكِــرُ الأَظعـانِ

يَــومَ اللِوى فَــظَــلِلتَ ذا أَحـزانِ

لَولا رَجـاؤُكَ مـا تَخَـطَّتـ ناقَـتـي

عَـرضَ الدَبـيــلِ وَلا قُـرى نَجـرانِ

نِـعــمَ المُـنــاخُ لِراغِـبٍ وَلِراهِـبٍ

مِـمَّنــ تُـصــيــبُ جَـوائِحُ الأَزمـانِ

مَـعــنُ بـنُ زائِدَةَ الَّذي زيـدَت بِهِ

شَـرَفــاً عَـلى شَـرَفٍ بَـنـو شَيـبـانِ

جَــبَـــلٌ تَــلودُ بِهِ نِــزارٌ كُـلَّهــا

صَـعــبُ الذُرى مُـتَــمَــنِّعـُ الأَركانِ

إِن عُـدُّ أَيّـامُ الفَـعــالِ فَـإِنَّمــا

يَـومــاهُ يَـومُ نَـدىً وَيَـومُ طِعـانِ

تَـمــضــي أَسِـنَّتــُهُ وَيُـســفِـرُ وَجهُهُ

فـي الرَوعِ عِـنــدَ تَغَـيُّرِ الأَلوانِ

يَكـسـو الأَسِرَّةَ والمَنـابِـرَ بَهجَةً

وَيَــزيـــنُهـــا بِــجَهــارَةٍ وَبـيــانِ

كِلتا يَدَيكَ أَبا الوَليدِ مَعَ النَدى

خُـلِقَــت لِقـائِمٍ مُـنــصُــلِ وَعِـنــانِ

جَلَبَ الجِيـادَ مِنَ العَراقِ عَوابِساً

قُـبَّ البُـطــونِ يُـقَــدنَ بِالأَرسـانِ

جُرداً مُحَـنَّبـَةً تُعـاضِـدُ في السُرى

بِــالبـــيــدِ كُـلَّ شِـمِــلَّةٍ مِـذعــانِ

مِن كُلِّ سَلهَـبَـةٍ يَبـيـنُ بِنَـحـرِهـا

وَقـعُ القَـنــا وَأَقَـبَّ كَـالسَـرحـانِ

حَـتّــى أَغَـرنَ بِحَـضـرَمـوتَ شَوازِبـاً

مُــقـــوَرَّةً كَـكَــواسِــرِ العِـقــبــانِ

مَطَـرٌ أَبوكَ أَبو الوَليدِ إِذا عَلا

بِـالسَـيـفِ حازَ هَجـائِنَ النُعـمـانِ

نَفـسي فِداءُ أَبي الوَليدِ إِذا عَلا

رَهَـجُ السَـنـابِـكِ وَالرِماحُ دَواني

ما زِلتَ يَومَ الهاشِـمِـيَّةـِ مُعـلِماً

بِـالسَــيـفِ دونَ خَليـفَـةِ الرَحمـانِ

فَـمَــنَــعــتَ حَـوزَتَهُ وَكُـنـتَ وِقاءَهُ

مِــن وَقــعِ كُــلِّ مُهَــنَّدٍ وَسِــنـــانِ

أَنـتَ الَّذي تَـرجـو رَبيـعَـةُ سَيـبَهُ

وَتُـــعِــــدُّهُ لِنُـــوائِبِ الحَــدَثـــانِ

فُتَّ الَّذينَ رَجَوا نَداكَ وَلَم يَنَـل

أَدنى بِنـائكَ في المَكـارِمِ باني

إِنّي رَأَيتُـكَ بِالمَـحـامِـدِ مُغـرَمـاً

تَـبــتــاعُهــا بِـرَغــائِبِ الأَثمـانِ

فَإِذا صَنَـعـتَ صَنـيـعَـةً أَتمَـمـتَهـا

وَرَبَـيــتَهــا بِـفَــوائِدِ الإِحـســانِ