هلْ بالدِّيارِ أنْ تُجِيبَ صَمَمْ

214

هلْ بالدِّيارِ أنْ تُجِيبَ صَمَمْ

لو كانَ رَسْمٌ ناطِقاً كلَّمْ

الدَّارُ قَفْرٌ والرُّسُومُ كَما

رَقَّشَ في ظَهْرِ الأَدِيمِ قَلَمْ

دِيارُ أَسْماءَ التي تَبَلَتْ

قَلْبِي فَعَيْنِي ماؤُها يَسْجُمْ

أَضْحَتْ خَلاءً نَبْتُها ثَئِدٌ

نوَّرَ فيها زَهْوُهُ فاعْتَمّ

بَلْ هَلْ شَجتْكَ الظُّعْن باكِرَةً

كأنَّهنَّ النَّخْلُ مِنْ مَلْهَمْ

النَّشْرُ مِسْكٌ والوُجُوهُ دَنا

نِيرُ وأَطْرافُ البَنانِ عَنَمْ

لم يُشْجِ قَلبِي مِلْحوادِثِ إِل

لاَ صاحِبي المَتْرُوكُ في تَغْلَمْ

ثَعْلَبُ ضَرّابُ القَوانِسِ بالس

سَيْفِ وهادِي القَوم إِذْ أَظْلَمْ

فاذْهَبْ فِدىً لَكَ ابْنُ عمِّكَ لا

يَخْلُدُ إلاَّ شابَةٌ وأَدَمْ

لو كانَ حيٌّ ناجياً لَنَجا

من يَوْمِهِ المُزَلَّمُ الأَعْصَمْ

في باذِخاتٍ مِنْ عَمايَةَ أَوْ

يَرْفَعُهُ دُونَ السَّماءِ خِيَمْ

مِنْ دُونهِ بَيْضُ الأَنُوقِ وقَوْ

قَهُ طوِيلُ المَنكِبَيْنِ أَشَمّ

يرقاهُ حَيْثُ شاءَ مِنْهُ وإم

مَا تُنْسِهِ مَنِيَّةٌ يَهْرَمْ

فَغَالَهُ رَيْبُ الحوادِثِ حَتْ

تَى زَلَّ عن أَرْيادِهِ فَحُطِمْ

لَيْسَ عَلَى طولِ الحَياةِ نَدَمْ

ومِن وَراءِ المَرْءِ ما يَعْلَمْ

يَهْلِكُ والِدٌ ويَخْلُفُ مَوْ

لُودٌ وكُلُّ ذي أَبٍ يَيْتَمْ

والوالِداتُ يَسْتَفِدْنَ غِنىً

ثُمَّ عَلَى المِقْدارِ مَنْ يَعْقَمْ

ما ذَنْبُنا في أَنْ غَزا مَلِكٌ

من آلِ جَفْنَةَ حازِمٌ مُرْغِمْ

مُقابَلٌ بَيْن العَواتِكِ وال

غُلَّفِ لا نِكْسٌ وَلا تَوْءَمْ

حارَبَ واسْتَعْوى قَراضِبَةً

ليْسَ ميَّاه يُحازُ نَعَمْ

بِيضٌ مَصالِيتٌ وُجُوهُهُمُ

لَيْسَتْ لَهُمْ مِمَّا بحارِهِمْ بِعُمُمْ

فانْقَضَّ مثْلَ الصَّقْرِ يَقْدُمُهُ

جَيْشٌ كغُلاَّنِ الشُّرَيْفِ لِهَمّ

إنْ يَغْضَبوا يَغْضَبْ لِذاكَ كما

يَنْسَلُّ مِن خِرْشائِهِ الأَرْقَمْ

فنحنُ أَخْوالُكَ عَمْرَكَ والْ

خالُ لهُ مَعاظِمٌ وحُرَمْ

لَسْنا كأَقْوامٍ مَطاعِمُهُمْ

كَسْبُ الخَنا ونَهْكةُ المَحْرَمْ

إنْ يُخْصِبُوا يَعْيَوْا بخَصْبهمُ

أَو يُجْدِبُوا فهُمْ بهِ أَِلأَمْ

عامَ تَرى الطَّيْرَ دَواخِلَ في

بُيوتِ قومٍ معَهُمْ تَرْنَمّ

وَيخْرُجُ الدُّخانُ من خَلَلِ ال

سِّتْرِ كلَوْنِ الكَوْدَنِ الأَصْحَمْ

حَتَّى إذا ما الأَرضُ زَيَّنَها النْ

نَبْتُ وجُنَّ رَوْضُها وأَكَمّ

ذاقُوا ندامةً لو أَكَلُوا ال

خُّطْبانَ لم يُوجَدْ لهُ عَلْقَمْ

لكِنَّنا قومٌ أهابَ بِنا

في قَوْمِنا عَفافَةٌ وكَرَمْ

أَمْوالُنا نَقِي النُّفُوسَ بها

من كُلِّ ما يُدْنى إليهِ الذَّمّ

لا يُبعِدِ اللّهُ التَلبُّبَ وال

غاراتِ إِذْ قال الخَمِيسُ نَعَمْ

والعَدْوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْن إذا

ولَّى العَشِيُّ وقَدْ تنادى العَمّ

يأْتِي الشَّبابُ الأَقْوَرِينَ ولا

تَغْبِطْ أَخاكَ أَنْ يُقالَ حَكَمْ

هل تعرف الدار بجَنْبَيْ خيم

غيرها بعدك صوب الديمْ