هي الدار تعـرف اسوانـهـا

149

هي الدار تعـرف اسوانـهـا

فـمـا لك تنـكـر عرفـانـهـا

فقـف بيَ مسـتـلمـا تربـهـا

وجـانــب بـثـقـلك خفـانـهـا

وعــج بــارائك ذات الاراك

وصف ليَ نعـمـى ونعـمـانـها

ويمـم طلاع ثنايا الغمير

وشعـب الغويـر ونجـرانـهـا

وسلّم على سلمـات العذيـب

سقـتـهـا البوارق تهتانها

بـمــرتـسـنـاتٍ بمـثـل الارا

قـم جذبـا تحـارش آذانهـا

فمـن كل نافـحـة بالذمـيل

تلاعـب في الجد ارسانـها

تـجــوب المـوامــيَ مذئوبـة

تنـاقـل في الدو سرجـانها

اقول لسعـدٍ على اليعملات

والعـيــس تعـمـل وخدانـهـا

طوى البيد اشعث رث القميص

خمـيـص الحشـاشـة طيـانـهـا

يـزج ضوامـر مثـل الصقـور

كـواســر تسـبـق عقـبـانـهـا

بـعــيــنٍ تخـلَّج في ماقـهـا

قذى كاد يقـلع انسـانـهـا

بوادي العقيق جرت بالعقيق

وبالسـفـح تسـفـح عقـيانها

خـليــليَّ لي بـمــنــى حاجـةٌ

منـىً لو اناشـد جيـرانـهـا

لقد كنت قبل طروق المشيب

طويـل الذؤابة فيـنـانـهـا

اخــا لمَّةــٍ ليَ غـربــيــبــة

اطرت على الخيـف غربانها

شروب الغديـات وقت الضحى

طروب العشـيـات نشـوانـهـا

فمـن لي بطـيـبـة في طيبها

ومـكــة امـســح اركـانــهــا

ظـمـئت لبارد ذاك القليـب

رمـيــض الجـوانـح حرانـهـا

الا لاعدا فيح تلك البطاح

سـقــيــط يبـاكـر حوذانـهـا

وكـلل بـالوبــل اعـرافـهـا

وقــرّط بــالطـــلّ آذانــهــا

تـفــيــء بـالطــل اوراقهـا

عليـنـا وتشـبـك اغصـانـهـا

ويـرقــص مـنـتـشـيـاً اثلهـا

اذا سكـر الزمن قضـبـانها

سقاها رباب الحيا المستهلّ

وروَّض بـالعــشـب كثـبـانـهـا

وهـبَّتـ عليـنـا صبّـا شمـأَل

بـليــل تبـاكـر غيـطـانـهـا