وَفَـدَ نَـجــرانَ إن أردتَ الرَّشـادا

150

وَفَـدَ نَـجــرانَ إن أردتَ الرَّشـادا

فَــاتَّقـــِ اللهَ واتَّبـِعْ مـا أرادا

وتــأمّـــلْ فَــتِـــلكَ حُـجَّتــُه البـي

ضـاء لم تُـبــقِ ظَـلمـةً أو سوادا

وَضَحَ الحقُّ وَانْجَـلَى الشَّكُ فَانْظُرْ

إنّه النُّورُ قــد أضــاءَ البـلادا

إنّهُ الدّيـنُ قَـيِّمــاً يُـصــلِحُ الأم

رَ ويَنْـفِـي الأذى معـاً والفَسادا

جِـئتَ فـي زِيـنَــةٍ وبَـسْــطَــةِ حـالٍ

تـزدهــيــكَ الجِـيـادُ إذ تَتـهـادى

وهــدايـــاكَ مــن مُــسُــوحٍ وبُـسُــطٍ

زِيدَ فيـهـا الفنُّ البديعُ وزادا

صَـدقـتْ صَنـعـةُ التصـاويـرِ فيـهـا

وَهْـيَ إفـكٌ سَـبــيــلهُ أن يُـعــادَى

ردَّهـا الصَّاـدِقُ الأمـيــنُ تُـقــاةً

وقَـضَــى الأمـرَ حِـكــمــةً وسَـدادا

ودعــاهـــم إلى التـي هِـيَ أهْـدَى

فـأبَــى الظـالمــونَ إلا عِـنَــادا

زَعـمـوا أنّهم على الحقِّ ما حا

دوا ولكــنَّهـــ عــن الحــقِّ حـادا

أيـظــنُّ المـسـيـحَ عَبْـداً وقد كا

ن إلهـاً أتـى يـديــنُ العِـبــادا

قال لا تكـذبـوا عليـه وتُوبـوا

وَاتْبَـعـوا الحقَّ مِلَّةً وَاعْتِـقـادا

إنّ عِــيـــسَــى صَـلَّى الإلهُ عـليــهِ

كـــان للحـــقِّ قُـــوةً وعَـــتــــادا

هُــوَ مِــن رُوحِ ربِّهــِ مُــســتــفــادٌ

وسَـبـيـلُ المخـلوقِ أن يُسـتـفـادا

كــان فــي قــومِه رســولاً رَضِـيَّاً

يَـتَّقــِي رَبَّهـُ ويَـرْجُــو المـعــادا

لا أبٌ كـالذي زَعـمــتُـمْ ولا ابنٌ

فدعـوا الشِّركَ وَانْبِذوا الإلحادا

وَحِّدُوا اللهَ مــالكـــم مـنــه واقٍ

وَاحْذَرُوا الخيلَ والسُّيوفَ الحِدادا

ضَــلَّ مــن يـدَّعِــي لِمَـنْ هُـوَ فَـردٌ

فـي عُـلاهُ الأبـنـاءَ والأندادا

فتـنـتـهـم أعمـالُه وَهْيَ مِنْ قُدرةِ

اللّهِ وشَـرُّ الضَّلـالِ أن يَـتـمـادى

رُمِــيـــتْ يَــثْـــرِبٌ بـوفــدٍ جَـمــادٍ

هل رأى العالمـون وَفدا جَمـادا

عَدِمَ العقـلَ فهـو يُمعِنُ في الجه

لِ ويـأبَــى فـمــا يُـريـدُ اتّئادا

أنـــزل اللهُ آيـــةً لو وعــاهـــا

راحَ بعـد اللجاجِ يُلقِي القِيادا

لم يَـكُــنْ دُونَ أن يـبــيـدَ مَحـيـصٌ

لَيْــتَهُ بَــاهَـــلَ النَّبــيَّ فَـبــادا

مَـنــعــتــهــم آجـالهـم فَتَـفَـادَوْا

مـا يـودُّ الحـريــصُ أن يَـتـفـادى

وأتـوا مُـذعِـنـيـنَ يبـغـونَ صُلحـاً

يَـدفـعُ الويلَ والخطـوبَ الشِّدادا

ســيّـــدُ الرسـلِ أمّـلوهُ فـفــازوا

إنّـمــا أمَّلوا الكريـمَ الجَوادا

اشـتــرُوا مِـنْهُ أنـفُــسـاً نَجِـسـاتٍ

زادهـا البـيــعُ والشِّراءُ كَسَـادا

حُـــلَلٌ لا تــكـــونُ إن هِــيَ عُــدَّتْ

دُونَ ألفٍ ولا تَـــجِــــيـــءُ فُــرادا

يَبـعـثُ القومُ مِثـلَهـا من لُجَيْـنٍ

يُـعــجِــبُ النّـاظِــريــنَ والنُّقـّادا

سِرْ حَثـيـثـاً أبا عُبـيـدةَ وَامْلأْ

أرضَ نَــجـــرانَ هِـمَّةــً وَاجْـتِهَــادا

أنـتَ أنـتَ الأميـنُ عزَّ بكَ الصُّن

عُ الذي يــرفـــع الرِّجـالَ وسـادا

خَــلُصَـــتْ للنــبـــيِّ مِــنـــكَ خِـلالٌ

أفــعـــمـــتْ نَــفْــسَهُ هَـوىً وودادا

أخـذوا العـهــدَ رَحْـمَــةً وسلامـاً

بـعــد أنْ ضـلَّ سَـعْــيُهُـم أو كادا

يَـبــلغُ الحـقُّ مُـبــتــغـاهُ وتزدا

دُ قُـــواهُ تَـــمــــادِيــــاً واطِّرادا

وأضـــلُّ الرجـــالِ مــن لا يُــلبِّي

دَاعِـيَ اللهِ طـائعــاً إذ يُـنــادَى

أيهـا المُؤمـنُونَ تُوبوا إلى الل

هِ وكـــونُــــوا لِدِيـــنِهِ أوْتـــادا

أَرَغِبْـتُمْ إذ أقبلَ الوفد في الدن

يـا وكـنــتــم مـن قـبـله زُهّادا

إنّ خـيــراً مـن ذلكـم جَـنَّةــُ اللَ

هِ فـلا تَـعْــدِلوا بِـتَـقـواهُ زَادا

مـا لِنَـفْــسٍ مـن غِبْـطَـةٍ أو سُرورٍ

بـمــتــاعٍ تَخْـشَـى عليـهِ النَّفادا

معلومات عن الشاعر: أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر