يــا لَقَــومٍ لفَــراشٍ يَــصــطــلى

157

يــا لَقَــومٍ لفَــراشٍ يَــصــطــلى

حَـرَّ نارٍ هَرَبَـتْ منـهـا الشَّرَارُ

مَـنْ بنـو أَودٍ اذا ما نُسِـبـوا

في بنـي مَذْحَـجَ انْ صَحَّ النِّجَارُ

اِنَّمـــا أَوْدٌ شَـــظــــاهُ لصَــقَـــتْ

بـذِراعٍ مـخّهـا في العظـمِ رَارُ

نسـبُ العَنْـقَاءِ قُل لي ما الذي

يـومَ نـوحٍ ضـرَّ انْ قَـلَّتْ نِـزَارُ

أَيُّ قَـــومٍ لم يـــكــــن أَوَّلُهُـــم

واحداً ثم تلا القُلَّ الكثُـارُ

وجـــلالِ اللهِ لولا عُـــصـــبـــةٌ

نَعـروا بالدِّيـنِ والدِّينُ سِرَارُ

ومشَـوا فيـه كمـا يَمشي الضحى

في سواد الليلِ يمحوه النَّهَارُ

عــلِمـــت عِــرسُ عــريـــبٍ أَنَّهــا

لَقْـحَــةٌ ليـس لهـا مـنـه حُوَارُ

لا تُــغَـــذِي فَــتُـــدَرّى صَــبـــوَةٌ

اِنَّمــا نَــوَّلَ جـلدٌ مُـســتَــعَــارُ

يـا بـنــي قَـيــلَةَ قـد آويتُـم

ونَـصــرتُــم والى اللهِ المَحَـارُ

مـعــشــراً لولاهـم مـا كـنـتـم

بعد حجِّ البيتِ أَهلاً أَنْ تُزارُوا

انْ تـكــن بـدر فـبــدر فُـرصــةٌ

لكــم السَّلــَّةُ مـنــه والغِـوَارُ

وابـتــلى الله بـأُحـدٍ صبـرَكـم

وحبـا الخنـدق اذْ لجَّ الحِصَـارُ

لكــــم الكــــرةُ الاَّ أَنـــكــــم

لم تفـوزوا يومَ أَوطاسٍ وفازُوا

وهــو الفــيـــصـــلُ لو زلَّتْ بـه

قـدمٌ عن أُختـهـا كان البَوَارُ

كـشــفــوا كُـربَ حـنــيـن عنـكـم

وحَمـوكـم مثـلمـا تُحمى البِكَارُ

كـنــتــم ظَهْـراً وكانـوا هَامَـةً

ومن الهَامَـةِ يمـتـارُ الفَقَـارُ

أَبـلغِ الأَحْـيَــلَ مـن ذي يـمــنٍ

بَـلَغَــتْــكَ المسـتَهِـلاّتُ الغِزَارُ

أَيُّ يـــومٍ دانَ أَو كـــانَ لكـــم

قـبـلَ اِسلامِـكـم فيـه الخَيَـارُ

نـحــن أَصـحـرنـا بنـجـدٍ للعدى

مثـلَ ما أَصحَرتِ البيضُ الحِرَارُ

وطــعـــنَّاـــ فَــحَــلَلْنــا نـجــوةً

حــولَهـــا فـارسُ والرومُ اِطَـارُ

تـتــقــيــنــا بـمــواضــي مـازنٍ

وَقَـنَــا لَخْـمٍ أَلا ذَاكَ الحِـذَارُ

فـــكــــأَنَّ الغـــزوَ حَـــجٌ لهـــم

وكـــأَنـــا لعــواليـــهـــم دَوَارُ

لُهوة الطاحـنِ من قُطْـب الرحى

كـل ما نالت من الحَبِّ جُبَـارُ

روضــةُ السُــلانِ غــيـــظٌ واظـبٌ

وخَـــزَازَى لكـــم خِـــزيٌ وعَـــارُ

والكُـلابُ الوِرْدُ أَدْحَـمْــتُـم بهِ

حارتِ الناسُ به سعـد الحَيَارُ

مـلأوا الأرضَ سِـنــانـاً وادقِاً

وحُسـامـاً ما بُرى منه الغِرَارُ

وغُــلامـــاً لا يـروغ الجُـنــدَىَ

عن طريـقِ السَّيلِ والسَّيلُ غِمَارُ

لِفـضــولِ الدرعِ عـن ظُـنــبُـوبـهِ

وذرايـعــهِ حُـســورٌ وانـشِــمَــارُ

ويُــروّي أكــعــبَ الرمـحِ فـمــا

دونَ أَقـصــاهُ لأَقـصــاهُ قِـصَــارُ

مـوطــن لا يـســحــب الريط به

اِنَّما يُسـحَـبُ في الأَمنِ الازَارُ

لم يَـغـلوا يومَ نَجْـرَانَ السُّرى

انَّ قـومـي لهم الغزوُ الجِهَارُ

جــنـــبــوا كـل سَـبــوح مِـرْجَــمٍ

وطِـمــرٍّ فـي نواجـيـه اضطِـمَـارُ

يـتــلقــيــن بـأَعــنــاقِ المَهَـا

ضـاعـهـا من هَدَبِ الرَّملِ حُوَارُ

كاحـتـقـارِ التُرب بَقرِفنَ الحَصى

كـلُّ مـا مرت عليـهِ فهـو ثارُ

لبـنـي بدرٍ عليـكـم وبالمَـعَـا

دقـعــةٌ شـامــكــم فيـهـا قُدَارُ

تقـع الطيـر على الوحشِ بهـا

ويَلُفُّ الوحشَ بالطَّيـرِ الغُبَـارُ

وَلِتَـيــمٍ مـثــلُهــا فـي حِـمـيـرٍ

جَونـة اللونِ بهـا العين ضِمَارُ

وعـــلى حُـــجــــر أَمــالت أســدٌ

قَـصَـبـاً فيـهِ لِغُلْبِ الأسْدِ زَارُ

وعــديـــاً خــبـــطــتْ عـدوتــهــا

خَبـطـةَ الشاردِ أَعيـاه الهِجَارُ

يــتـــنـــازعـــن بــه مــرحــولةً

فـوقَهــا مخـتـلفُ الطَّعْنِ شِجَـارُ

سـبــعــة مـن آلِ شِـمــرٍ قُتـلوا

كــلُّهـــم تــاجٌ عــليــهِ وسِـوَارُ

وَلِيــربـــوعٍ بِـضَــاحِــي طَـخْــفَــةٍ

فـي بـنــي المنـذرِ مَنٌّ واِسَارُ

يـومُ قـابــوسَ يـغــنّــي حِـجْــلُهُ

طَـرِبَ الساقـيـن والدَّمعُ عُقَـارُ

وأَخــوهُ بــعـــدَ عــيــشٍ دَغْـفَــلٍ

خَـبـرَ البؤسَ وللبؤسِ اختـبَـارُ

كـــلمــــا نـــسَّ عـــليـــه قــدُّهُ

ليـن النـسّ يـحــاذيـه الشِّعَارُ

ودعـا النـعــمــانُ حـيَّ يَـعْــرُبٍ

فتـحـامـتْهُ البيـوتـاتُ الكَبارُ

أَســلمـــتـــه طــيّــءٌ فـي بـاذخٍ

دونه العُقـبـان تهوى والنِّسارُ

يـحــســب النـاظــر فـي الوَاذِه

انمـا أَصعـادُهـا فيـه انحِدَارُ

وتــعـــدى قـومَه مـســتــصــرخــاً

بـبــنـي عبـسٍ فمـا ذَلَّ الجوَارُ

ثــم ذو قــارٍ وقــارٌ كــاســمِهِ

ذِكـره في أَوجهِ الأَعداءِ قَارُ

وخَـبــوطِ اليـدِ حَـدبـاءِ القِرى

ما على كاهِـلهـا الصَّعْبِ قَرَارُ

وطـــئت كـــذابَ بـــكـــرٍ وطــأةً

بعـدمـا داست طريـفاً وهي نَارُ

يـومَ ماج الدِّينُ وارتدتْ على

اِبـرِ الأَعـقــابِ عَـنْــسٌ وصَحَـارُ

عَـيْــرُ سـوءٍ عـادَ مـن مَـربَــطِهِ

فـلوى جَحْـفَـلَةَ العَيـرِ الزِّيَارُ

وبــعـــيــن الجـرِّ لاقـت مـضــرٌ

عَـثَــجــاً رِيـعَ ما ريعَ الصِّوَارُ

نَفَـضَـوا الحشـوَ فمـا شَايَـعَهُـم

مـن سبـايـا سبـأ اِلاَّ الشِّفَارُ

ودروع نــســـجـــتْهـــا حِــمـــيــرٌ

هــن أَكــفــانُ مَـعَــدٍّ والشِّعـَارُ

أَفـلَ الشـركُ ومـا ريـشــتْ بـه

نبـلةٌ الا لنا منـهـا الظُّهَارُ

شَـغــلت عـنــكــم تمـيـمـاً وائلٌ

وقـريـشٌ لم يُنَهْـنِهْهَـا الفِجَـارُ

وحـروب ليس يُحـصـيـهَـا الحَصَـى

بيـنـنـا فيـهـنَّ ظلمٌ وانتـصَارُ

واقتـحـامُ الشِّعبِ اِذْ فاضـتْ به

نـعَــمٌ هَـطْـلى وما جَدَّ النِّسَارُ

وَشَرَعْـنـا الشرعَ فانـقـادَ لنا

كـلُّ مـن كـانَ بـه عنَّاـ نِفَـارُ

فـلنـا البَدءُ عليـكـم والثُّنى

ولنا الجهـلُ عليـكـم والوَقَارُ

وقــريـــشٌ أنـهــم مـا تَـركــوا

شـرفـاً للناسِ الا ما أَعَارُوا

مِـنــبــرٌ يـعــلو عـليــهِ خَاطِـبٌ

وأَذَانٌ يــتـــهـــاداهُ المَــنَــارُ

لهـم البـيــتُ الذي حَـفَّتــْ بـهِ

أُمم قالوا لَهُم دُوروا فَدَارُوا

وطَــحُـــونٌ فــيـــلقٌ مــلمـــومــةٌ

كأَتـانِ الضَّحلِ ما فيـها عَوَارُ

شَـرِقَــتْ مُـلْسُ الدَّيـامِـيـمِ بهـا

شَرَقَ الغَارِ وفاءَتـهـا البِحَارُ

تــذرعُ الصــيــنَ الى قُـرطــبــةٍ

ذَرعَـكَ المشْـوَذَ غالاه التِّجارُ

لحـبَــت كـســرى وفـضـتْ قيـصـراً

في غَدَاةٍ شَرْعَ ما أَدنى المَزَارُ

واسـتـبـاحـت جمـعَ خاقـان ومِن

دون خاقـان دَباً فيـه انتِشَارُ

نـفــذت أَعـطــافــهــا مـحـشـورةً

تتـبـنـاهـا الحَنـايـا والوِثَارُ

دانتِ الاملاكُ في الأَرض لنا

فــهـــم أعـبُــدُنــا والأَرضُ دَارُ

واذا لم يُـذخَــرِ الفَـخــرُ لهـم

فَلِمَـنْ يُذخـرُ في الناسِ الفَخَارُ

ثـم حَـالَفْـتُـمْ عليـنـا قومَـنـا

لتَـعِــزَّوا بـهــم والحِـلفُ عَـارُ

يَـوم مـســعـودٌ يبـادي جَهْضَـمـاً

وله فـي عـامــلِ الرمـحِ جِـوَارُ

مـن عَـذيــري من أُناسٍ عَجَـزوا

أَن يَحُـلُّوا حيـث ما حلَّ القِطَارُ

غـلبَ الحـبــشُ عليـهـم مثـلمـا

غلَب الطِّرفَ على البَغْلِ الحِمَارُ

سَـنَّ فـي الأَيِّمـِ مـنــهـم وهرَزٌ

سُنـةً ليس لهم عنـهـا ازدِجَارُ

ليـــتَ شِـــعــــري ضَـــلةً أَمْ ذلَّةً

أَم حياءً في حَجَاجِ الأرضِ غارُوا

سـكـنـوا الفجَ الذي فيـهِ لَهم

وقُـرودُ اللهـوِ ذَلْقٌ والخِـجَــارُ

فـهــم مـثـلُ سهـيـلٍ في الدُّجى

يركـب الأفقَ فيـثـنيه العِثارُ

فــي نــجــومٍ حـولَه مـجــهــولةٍ

مـا لهـا في فلكِ العِزِّ مَدارُ

أَو بني الأصفر لا يزكو الحيا

بصـحـاريـهـم ولا تربو العِشَارُ

واذا مـا طُـلبــوا أَو حُوربـوا

حـاربــتْ عـنـهـم جبـالٌ وبِحـارُ

معلومات عن الشاعر: ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد