حَـيِّ الهِـدَمــلَةَ مِن ذاتِ المَواعـيـسِ

160

حَـيِّ الهِـدَمــلَةَ مِن ذاتِ المَواعـيـسِ

فَالحِـنـوَ أَصبَـحَ قَفـراً غَيـرَ مَأنوسِ

حَـيِّ الدِيـارَ الَّتـي شَبَّهـتُهـا خَلَلاً

أَو مُـنــهَـجـاً مِن يَمـانٍ مَحَّ مَلبـوسِ

بَـيــنَ المُخَـيـصِـرِ فَالعَـزّافِ مَنـزِلَةٌ

كَالوَحـيِ مِن عَهدِ موسى في القَراطيسِ

لا وَصـلَ إِذ صَرَّفَـت هِنـدٌ وَلَو وَقَفَـت

لَاِستَفتَنَتني وَذا المِسحَينِ في القَوسِ

لَو لَم تُـرِد وَصـلَنــا جـادَت بِمُـطَّرَفٍ

مِـمّــا يُـخــالِطُ حَـبَّ القَلبِ مَنـفـوسِ

قَد كُنتِ خِدناً لَنا يا هِندُ فَاِعتَبِري

ماذا يُريـبُـكِ مِن شَيـبـي وَتَقـويسي

لَمّـا تَـذَكَّرتُ بِـالدَيــرَيــنِ أَرَّقَـنــي

صَـوتُ الدَجـاجِ وَقَـرعٌ بِـالنَــواقـيـسِ

فَقُـلتُ لِلرَكبِ إِذ جَدَّ الرَحيـلُ بِنـا

ما بُعـدُ يَبـريـنَ مِن بابِ الفَراديسِ

عَـلَّ الهَـوى مِـن بَـعـيـدٍ أَن يُقَـرِّبَهُ

أَمُّ النُـجــومِ وَمَـرُّ القَومِ بِالعـيـسِ

لَو قَـد عَـلَونــا سَـمــاوِيّـاً مَوارِدُهُ

مِـن نَحـوِ دَومَةِ خَبـتٍ قَلَّ تَعـريـسـي

هَل دَعوَةٌ مِن جِبـالِ الثَلجِ مُسـمِعَةٌ

أَهـلَ الإِيـادِ وَحَـيّــاً بِالنَـبـاريـسِ

إِنّي إِذا الشاعِـرُ المَغـرورُ حَرَّبَني

جــارٌ لِقَــبــرٍ عَـلى مَـرّانَ مَـرمــوسِ

قَـد كـانَ أَشـوَسَ أَبّـاءً فَـأَورَثَــنــا

شَغـباً عَلى الناسِ في أَبنائِهِ الشَوسِ

نَـحــمـي وَنَغـتَـصِـبُ الجَبّـارَ نَجـنُـبُهُ

في مُحـصَـدٍ مِن حِبـالِ القِدِّ مَخـموسِ

يَخـزى الوَشيظُ إِذا قالَ الصَميمُ لَهُم

عُدّوا الحَصـى ثُمَّ قِيسوا بِالمَقايِيسِ

لا يَسـتَـطـيـعُ اِمتِـنـاعاً فَقعُ قَرقَرَةٍ

بَيـنَ الطَريـقَـيـنِ بِالبيدِ الأَماليسِ

وَاِبـنُ اللَبونِ إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ

لَم يَسـتَـطِـع صَولَةَ البُزلِ القَناعيسِ

إِنّـا إِذا مَـعــشَــرٌ كَـشَّتـ بَكـارَتُهُـم

صُـلنــا بِـأَصـيَـدَ سامٍ غَيـرِ مَعـكـوسِ

هَـل مِـن حُـلومٍ لِأَقـوامٍ فَتُـنـذِرَهُـم

ما جَرَّبَ الناسُ مِن عَضّـي وَتَضـريسي

إِنّـي جُعِـلتُ فَمـا تُرجـى مُقـاسَـرَتـي

نِكـلاً لِمُسـتَـصـعِـبِ الشَيـطـانِ عِتريسِ

أَحـمــي مَواسِـمَ تَشـفـي كُلَّ ذي خَطَـلٍ

مُـســتَــرضَــعٍ بِـلِبــانِ الجِـنِّ مَسـلوسِ

مَـن يَـتَّبـِع غَيـرَ مَتـبـوعٍ فَإِنَّ لَنا

في اِبنَـي نِزارٍ نَصـيباً غَيرَ مَخسوسِ

وَاِبـنــا نِـزارٍ أَحَـلّانــي بِـمَـنـزِلَةٍ

فـي رَأسِ أَرعَـنَ عـادِيِّ القَـدامــيــسِ

إِنّـي اِمرُؤٌ مِن نِزارٍ في أَرومَتِهِـم

مُـســتَــحـصِـدٌ أَجَمـي فيـهِـم وَعِرَّيـسـي

لا تَـفــخَــرَنَّ عَـلى قَومٍ عَرَفـتَ لَهُم

نورَ الهُدى وَعَريـنَ العِزِّ ذي الخيسِ

قَـومٌ لَهُـم خَـصَّ إِبـراهــيــمُ دَعـوَتَهُ

إِذ يَرفَـعُ البَيـتَ سوراً فَوقَ تَأسيسِ

نَحـنُ الَّذينَ ضَرَبـنـا الناسَ عَن عُرُضٍ

حَتّـى اِستَـقـامـوا وَهُم أَتباعُ إِبليسِ

أَقـصِــر فَـإِنَّ نِـزاراً لَن يُفـاضِـلَهـا

فَــرعٌ لَئيــمٌ وَأَصـلٌ غَـيــرُ مَـغــروسِ

قَـد جَـرَّبَــت عَـرَكـي في كُلِّ مُعـتَـرَكٍ

غُلبُ الأُسودِ فَمـا بالُ الضَغـابـيسِ

يَـلقــى الزَلازِلَ أَقـوامٌ دَلَفتُ لَهُم

بِـالمَــنـجَـنـيـقِ وَصَكّـاً بِالمَـلاطـيـسِ

لَمّـا جَـمَـعـتُ غُواةَ الناسِ في قَرَنٍ

غـادَرتُهُــم بَـيــنَ مَـحـسـورٍ وَمَفـروسِ

كَـنــوا كَهـاوٍ رَدٍ مِـن حالِقَـي جَبَـلٍ

وَمُـغــرَقٍ في عُبـابِ البَحـرِ مَغـمـوسِ

خَيـلي الَّتي وَرَدَت نَجـرانَ ثُمَّ ثَنَـت

يَـومَ الكِـلابِ بِـوِردٍ غَـيـرِ مَحـبـوسِ

قَد أَفعَـمَـت وادِيَي نَجـرانَ مُعـلَمَـةً

بِـالدارِعــيـنَ وَبِالخَـيـلِ الكَراديـسِ

قَـد نَكـتَـسـي بِزَّةَ الجَبّـارِ نَجـنُـبُهُ

وَالبَـيــضَ نَـضــرِبُهُ فَوقَ القَوانـيـسِ

نَحـنُ الَّذينَ هَزَمـنـا جَيـشَ ذي نَجَـبٍ

وَالمُنـذِرَيـنِ اِقتَـسَـرنـا يَومَ قابوسِ

تَـدعــوكَ تَيـمٌ وَتَيـمٌ في قُرى سَبَـإٍ

قَـد عَضَّ أَعنـاقَهُـم جِلدُ الجَوامـيـسِ

وَالتَـيـمُ أَلأَمُ مَن يَمـشـي وَأَلأَمُهُم

أَولادُ ذُهلٍ بَنـو السودِ المَدانـيسِ

تُـدعــى لِشَـرِّ أَبٍ يـا مِـرفَـقَـي جُعَـلٍ

في الصَيـفِ يَدخُـلُ بَيتاً غَيرَ مَكنوسِ