قابلت واحد ضايعٍ في مكانه
163
أغلبنا يعرف أحدًا بهذه الصفات، بطل أكل عليه الدهر وشرب، وعصفت به عواصف الظروف، وانتهى به المطاف كما يلي:
.
قابلت واحد ضايعٍ في مكانه
كانّي ادوّر له وهو ما بعد ضاع
.
عايش غريبٍ في نهاية زمانه
بكرة يعوّد له زمانه .. وذا الساع
.
يمسح باصابيعه على الكهرمانه
ثم يلتهم وقتٍ شرى حظه وباع
.
المشتري له كوكب وله مكانه
لا شبره بشبرٍ ولا باعه بباع
.
يلمع مع برقٍ مع الغيم خانه
ويهلّ دمعه من سحابه على القاع
.
يشرب غثا وقته مع الاستكانه
ويدق بالخنصر عليها ومرداع
.
زقارته تنفث عناه و دخانه
مع الزفير ، وله تناهيت ملتاع
.
ما هو يمون ولا يعرف الميانه
عذار .. لكن بعض الاحيان مرياع
.
سوالفه عزف الحزين بكمانه
ويذيع بالحانه على كلّ مذياع
.
له نكهة الحنضل ولون ارجوانه
غطّى على وجه التجاعيد بقناع
.
يلعب ورق ولا يوزّع ثمانه
لاهو بشرّايٍ ولاهوب بياع
.
اشواره العليا تعيّن لجانه
ويضيع لا عيٍّ ولاهوب مطواع
.
يستنزف افكاره ويخطي لعانه
ويجازي الغاوي على المدّ بالصاع
.
واللقمه اللي يشتريها هوانه
يعفّ عنها ويتمنّع تمنّاع
.
واستنفرت كينونته من كيانه
كنها الوحش، مستنفر وحوله سباع
.
اللي بعيدٍ يحسب انّه تكانه
واللي قريبٍ عارف بكلّ الاطباع
.
كانه قويّ اركان وكانه وكانه
واليوم لا يقنب ولاهوب هزاع
.
مع الزمن ما عاد يكسب رهانه
هزلت يمينه وارتخت عضد وذراع
.
يا كم تبختر كنّه ابو دجانه
الشاجع اللي للمناعير قمّاع
.
ثم انزوى كنه مغيّر ديانه
لا عاد لا يضرب ولاهو بفراع
.
ويكازم ظروف الزمان بمتانه
في ظلمه ويتبع سنا برق لمّاع
.
العوز خيله .. والعزيمه عنانه
ويذبّ بالجسره على كلّ الارياع
.
ما يكسر الحيضان مثل الظمانه
ولا تخاف الا من الذيب الا جاع