كم فرصةٍ أنجبت لنا الصُّدفُ

98

كم فرصةٍ أنجبت لنا الصُّدفُ

كلؤلؤٍ جاءنا بهِ الصَّدفُ

.

هلّا بها كي تعيضني بدلًا

عن رحلةٍ لم يكن لها قَطَفُ

.

كنّا وكانت لنا متاحفنا

واليوم لا متحفٌ ولا تحفُ

.

كنّا كبئرٍ سقتْ جوانبَها

والآنَ غارت وأرضُها نشفُ

.

تعرجنَ النخلُ وانطوى أسِفًا

واستعصمَ العذقُ والتوى السّعفُ

.

كم حلّلوا أكلنا لهم رطباً

وكم رضينا بهم وهم حشفُ

.

قالوا بأنّ الهوى يبلّغهم

أهدافهم والهوى هو الهدفُ

.

لم يفطنوا أنّنا لهم وَبهم

كانوا عدولاً وعدلُهم جنفُ

.

كانوا لنا نورنا وبهجتنا

وفجأةً ، أُطفئتْ بهم نُجَفُ

.

صبّوا لنا دمعهم بأوعيةٍ

يا حزننا قد تكسّرَ الخزفُ

.

تهدّمَ القصرُ بعدَ عجرفةٍ

والأرضُ قد سوّيت بها الشُّرَفُ

.

وأوقدَ الهجرُ في طوارفها

والنار أضرى إذا سطى الطرفُ

.

الهجرُ بالهجرِ والأنا طفحت

ولا تبالي ولا بها شغفُ

.

هذا مقامُ الوداعِ عن ألمٍ

وليس في سرعة الخطى شرفُ

معلومات عن الشاعر: حسن بن سالم بن بطنين الصقور

  – حسن بن سالم بن بطنين الصقور – من مواليد منطقة نجران، المملكة العربية السعودية، عام 1979م شاعر بالعربية الفصحى والنبطي، ومن أبرز من