وجهتي للمجدِ ، حتّى وفاتي
230
وجهتي للمجدِ ، حتّى وفاتي
رَغمَ أنفِ الوقتِ و المجرياتِ
.
بعثرتْ ريحُ الهوى بعضَ ظني
واستبقتُ الريحَ أطوي شَتاتي
.
دجلتي إن غادرتني جنوباً
عند شطّ البحر تلقى فراتي
.
والهوا إن جرَّ غيماً تهامي
هلَّ وبلاً عند أهلِ السراةِ
.
في حياتي لم أداهنْ لئيماً
كي أُجازى بالرضى في مماتي
.
باتّزانٍ أمزُجُ القولَ بفعلٍ
لستُ راضٍ عن غلوِّ الغلاةِ
.
أرقبُ الغيمَ اغتباطاً لعلّي
أرتوي من ودقهِ في الفلاةِ
.
إن وردتُ الماء صفواً مريئاً
لم أكدّرْ صفوَ شُربِ الرعاةِ
.
صفوُ غيري لم يكدّر صفائي
واكتفائي كَـرعةٌ كالقَطاةِ
.
كيف لا والغيثُ ليس احتكاراً
للقلوب القاسيات الطغاةِ
.
ساورتني بالظنون الأماني
فارتقت فوق الظنونِ أناتي
.
والتزمتُ السّيرَ نحوَ المعالي
رَغمَ أنفِ المغرضينَ الوُشاةِ
.
قلعتي في النائباتِ يقيني
والهوى جيشُ الكُماةِ الغزاةِ
.
حربتي حرفٌ وشعري سيوفي
عندما شُنّت حروبُ النحاةِ
.
لا أبالي ، دامَ جأشي غدى لي
في خضمّ اللقا طوقَ النجاةِ
.
قوّتي من حسن ظنّي بربّي
واجتهادي في دعاء الصلاةِ