أحاولُ كل يومٍ أن أرى قمراً

272

تطغى على النفسِ أوجاعٌ فتؤلمها

ويستحي بي شموخي أن أُترجمها

فما التذمرُ من طبعي ولا شيمي

وإن طغت بي همومٌ لستُ أفهمُها

لي هِمةٌ مثلما الإعصارُ عاتيةٌ

وعزةٌ ليس غير اللهِ يعلمها

أحاولُ كلّ يومٍ أن أرى قمراً

فلا أرى في سمائي غير أنجمها

ولدتُ كي أُشعلَ التاريخ منفرداً

وأيُ نارٍ كنارٍ جِئتُ أضرمها

فما المجادةُ إلا مجد قافيتي

وما القصيدةُ إلا حين أنظمها

تمرُ بي أعينُ الحساد خاسئةً

وهل فصيح القوافي مثل أعجمها

يانفس ولتصحَبي الأيام شامخةٌ

ولا تخافي من الدُنيا تجهمها

يُغالب الدهر أسيافي فأغلبهُ

وإن مثلي سيوف المجد يكرمها

تسعٌ وعشرون عاما خضتها شرفا

والناس حوليَ غرقى في ذمائمها

من صفوةٍ لم أزل للمجدِ بارقةً

وليس ثمة أسرارٌ فاكتمها

بيارقُ العز شمسٌ من دمي سطعت

فهل ستغلقُ أرذال الورى فمها

نجران بسمي يباهي كل ذي أدبٍ

واسمي إذا تخرس الشعراء يلهمها