العالم الأحمقا

292

غموضٌ يلفُ طريقي الطويل

وما أجدر السر أن يُقلقا

‏لأني رفضتُ جمود الحياة

وأحببتُ للشمسِ أن تشرقا

لأني نبذتُ بلاط العروش

وأقسمتُ بالنورِ لن أفسقا

أرادوا لأوتار لحني الفناء

فكافأها الله طول البقا

‏بصدري مراكب جرح السنين

وفي مقلتيّ ينامُ الشقا

‏أرتلُ شعري فتدنو النجوم

لكي في قُداسِ دمي تغرقا

‏‏وأسمعُ صوت السماء تحن

وحق الملائكِ أن تُشفقا

‏‏غريبٌ أتيتُ بلا موعدٍ

فهل كنتُ راضٍ لئن أُخلقا

‏‏نزفتُ صبا العمر من أضلعي

ولم أطلب الدهر أن يَرفقا

‏ولم أنشد الراحلين الرجوع

ولم أطلب الشوك أن يعبقا

أُغردُ حتى أُنيرَ الظلام

لأستنفر العالم الأحمقا

‏‏⁧‬⁩مضيتُ وكل الدروب شجون

ومن عانق الفجر لن يَحنقا

‏سأفنى ولكن ستبقى الحروف

وليس الأسيرُ كمن حلقا

‏غداً يابلادي برغم الضياع

وماكان من جرحنا الأعمقا

‏سيأتي لهذا الضباب سنىً

وللشمسِ في الأفقِ أن تشرقا