سرى بي ظلام الليل واقفى مع صبحه
186
سرى بي ظلام الليل واقفى مع صبحه
ورا بابه المصمك سجن نفس مرهونه
تغايا الأمل كنّه سنا النور من فتحه
عرفت الشفق بعده ولا غرّني لونه
واصابيعي اتسابق بعضها على السبحه
تجرّ الخرز جرّ المقابض على الغونه
طرت لي من الماضي تفاصيل من لمحه
يحلل مقاطعها المشاهد على هونه
وامدّ النظر قدّامي استشرف الشبحه
عساني من اللي قادم الوقت يبنونه
بدون اتكلف عايش اللحظة بفرحه
ولا داني اللي جملة الخلق يهوونه
وانا لو مدحني اللاش ما سرّني مدحه
ولو زنت في عينه ما زانت بي عيونه
ولو يقدح الكاشح فلا ضرني قدحه
صغير الهقاوي ما سلمنا من ظنونه
خسارة علاقاته تساوت مع ربحه
فلا يكسب العليا ولا يقضي ديونه
ولو ينبح النابح ولو زاد في نبحه
مقامه طمان وما الاجاويد يطرونه
خبيث النوايا يختلط جدّه ومزحه
مثل خلطة الدهّان من صبغ جالونه
فيا حيف من فعله والا قلّ يا ملحه
ركب فوقه ابليس ويقوده من قرونه
تجاهلته وكنّ التجاهل نكا جرحه
عليه الملام وما على الناس من كونه
حذفت الرقم قاصد ولا ضقت من مسحه
عساه يحذف رقمي ولا اسمع تليفونه
قطعت الوصل واحسنت في ذبحه الذبحه
قبرته بدون اكفان او غالين يبكونه
فليت النذالة في نظام العرب جنحه
عليها عقوبه في دساتير قانونه
لقيت الوفا قلّ وشكى الناس من شحّه
يسوق الحيا وجهه ولا به من يصونه
كثير المشاكل حلّها الكلمة السمحه
تصون الشجاع وما المقاريد يبلونه
ضروب الشجاعة عزّ وطبع الكرم منحه
عطاها الوليّ للّي عرف صدق مكنونه
خويّ المكارم له بساتين وله نفحه
تردّ النسم للي عبيره يشمّونه
جميل الفعل ينبت كما تنبت الطلحه
يعيش الجميل وما المطاليق يسهونه
لكن الفتى يفنى ولا ينفعه كدحه
ويشلّ الجمل حملٍ تفتّق به متونه
وكلّ ادهمٍ فارق يجي يومٍ بشطحه
يحسبونها العالم عليه و يلومونه
ظروف الزمن بارودها يشعله قدحه
تشبّه صواديف الدهر وسط غليونه
غوير البحر غامض ولا يشبهه سطحه
مثاله سدود الناس في الصدر مدفونه
كتبت القصيدة والقلم يروي الصفحه
نباته حديث القلب وما بثت شجونه