عقد زبرجد-نجران-

290

كي تعتلي فوق النجوم وتصعدي

لا تغضبي يوماً ولا تتوعدي

جهلاءُ من شنوا عليك حروبهم

فاعفي عن الجهلاءِ لا تترددي

أنتِ الكريمة فاصفحي وتسامحي

والنصر ليس لظالمٍ أو معتدِ

نجران ياسرُّ المهيمن لم يزلْ

في الكونِ متسعٌ لحبًّ سرمدي

فحمامكِ الصداح يرقصُ نشوةً

رغم الجراحِ وكلّ حقدٍ أسودِ

أنتِ التي ما إن تلوح نهايةٌ

لتعود من خيطِ النهايةِ تبتدي

نجران يابلقيستي وأميرتي

يا نبضَ شرياني وموطنَ مولدي

هيا لنرسم للحياةِ ملامحاً

فعلى يديكِ النور ليس على يدي

الله في الأخدودِ أودع سرهُ

ويخيفهم بالسرِ أن تتفردي

عشقي قديمٌ ياجنون قصائدي

فعلى نتوءات الزمان تمردي

ماذا أقولُ وكيف أوقدُ شمعةً

مالم يكن من جمر ثغركِ موقدي

ماذا أكون وكيف يعظم شاعرٌ

في عشق هذا الطهر لم يتعربدِ

أنتِ المنارةُ كلما حَلك الدجى

والعشق في الأمسِ البعيد وفي غدِ

صلواتكِ الغراء في أرجائنا

فجرٌ لتاريخٍ عميقٍ أوحدِ

وقنوتك الأبديّ في أعماقنا

نورٌ أضاء لنا الدروب لنهتدي

نجران لا أدري بأي طريقةٍ

في صدرك الذهبي أحجز مقعدي

فلكم ذرفت على ثراكِ مدامعي

عشقاً وفي نجواي ألف مغردِ

ولكم وددت بأن تصير قصائدي

في جيدكِ الدريّ عقد زبرجدِ

قديسةٌ أنتِ ومريمُ إن تمت

فخديجةٌ فينا تروح وتغتدي

أنتِ سلام الله يا أبد الهوى

فعلى جفون الله نامي واخلدي