كم فرصةٍ أنجبت لنا الصُّدفُ
140
كم فرصةٍ أنجبت لنا الصُّدفُ
كلؤلؤٍ جاءنا بهِ الصَّدفُ
.
هلّا بها كي تعيضني بدلًا
عن رحلةٍ لم يكن لها قَطَفُ
.
كنّا وكانت لنا متاحفنا
واليوم لا متحفٌ ولا تحفُ
.
كنّا كبئرٍ سقتْ جوانبَها
والآنَ غارت وأرضُها نشفُ
.
تعرجنَ النخلُ وانطوى أسِفًا
واستعصمَ العذقُ والتوى السّعفُ
.
كم حلّلوا أكلنا لهم رطباً
وكم رضينا بهم وهم حشفُ
.
قالوا بأنّ الهوى يبلّغهم
أهدافهم والهوى هو الهدفُ
.
لم يفطنوا أنّنا لهم وَبهم
كانوا عدولاً وعدلُهم جنفُ
.
كانوا لنا نورنا وبهجتنا
وفجأةً ، أُطفئتْ بهم نُجَفُ
.
صبّوا لنا دمعهم بأوعيةٍ
يا حزننا قد تكسّرَ الخزفُ
.
تهدّمَ القصرُ بعدَ عجرفةٍ
والأرضُ قد سوّيت بها الشُّرَفُ
.
وأوقدَ الهجرُ في طوارفها
والنار أضرى إذا سطى الطرفُ
.
الهجرُ بالهجرِ والأنا طفحت
ولا تبالي ولا بها شغفُ
.
هذا مقامُ الوداعِ عن ألمٍ
وليس في سرعة الخطى شرفُ