شاعر من شعراء نجران الأوائل في تجديد القصيدة النجرانية على وجه الخصوص وكتب عنه الدكتور ناصر الحجيلان الذي يشغل الان منصب وكيل وزارة الثاقفة والاعلام بالمملكة العربية السعوديه مقال في جريدة الرياض أول بدايته حيث قال أنه من الشعراء الذين سيكونون من افضل الشعراء في الخليج ان استمر كما ان الشاعر مهدي سميطان يجيد كتابة القصيدة الفصيحة اضافة الى الشعبية واكثر قصائدة تمتاز بالتأملات والتناقضات ومن يتابع قصائد هذا الشاعر يدرك انه صاحب موهبة رهيبة وكما انه حصل على لقب افضل شاعر بنجران ويحضى بشعبية جارفة لما تتميز قصائدة المنبرية بالجرأه والتجديد الفكري والادبي.
مقال د. ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة في صحيفة الرياض:
ليس من السهولة اليوم العثور على شاعر شعبي متميز بسبب كثرة المغريات الإعلامية التي تصرف عددًا من الشعراء عن العمل الجاد على شعرهم إلى البحث عن الأضواء الساطعة. ومن محاسن الصدف أن أتيحت لي الفرصة لحضور أمسية شعرية في نجران في وقت سابق برز فيها الشاعر الشاب مهدي آل سميطان بجدارة، واستطاع أن يلفت الأنظار إلى مقدرته الشعرية ومهارته في الأداء حتى جعل القاعة كلها ترقص طربًا لكلماته.
قدّم عدة أنواع من الشعر الشعبي: العمودي والحر، والذي يعتمد على اللهجة المحلية وآخر يخلط العامية بالفصحى. وقد كان شعره في تلك الأنواع مثار إعجاب الحاضرين بمختلف انتماءاتهم الأدبية. والحقيقة أن الشعر الذي قدّمه في تلك الليلة يعتمد في أغلبه على مفاجأة المتلقي بالمفارقات التي تتضمنها الصور الشعرية غير المتوقّعة؛ ولهذا فإن مهارة الشاعر تكمن في رسم صورة تتسم بالجمال الفنّي ليس لكونها غريبة أو مستحدثة كما هو الحال في الاستعارات ولكن لأنها صورة متكاملة بحد ذاتها حتى وإن كانت حسيّة.
يقول في إحدى قصائده التي يختلط فيها الفصيح بالعامي:
ياسيدي ملكتني ولا على قلبي ملك
إلا أنت ياوجهٍ على معنى الحسن متمردا
أنت القمر وأنت النجم وأنت بسما روحي فلك
وأنت أعذب من الما وأرق إحساس من قطر الندى
الشمس تخجل حينما تنظرك أو تتأملك
والبرق لامنه ابتسم ثغرك ذهب نوره سدى
ويلاحظ على تلك الأبيات أن الصورة فيها مستمدة من الواقع المحسوس كالقمر والنجم والسماء والماء والشمس والبرق؛ وهذه صور تقليدية لوصف المحبوبة بالجمال، ولكن الشاعر أضفى عليها معنى محددًا من معاني التشبيه مما جعل تلك الصور تتخلّص من عبء المقارنة المباشرة.
ومما يمكن ملاحظته أن طول البيت الشعري قد أعطى الإيقاع مكانة في تلقّي القصيدة، فنجد المدح المباشر يصبح شعريًا حينما ارتبط بإيقاع موسيقي مؤثر، كما في الأبيات التالية:
آية حسن يصعب على من لم يرك يتخيلك
بل لو لحق فرعون عصرا أنت مولاه اهتدى
إسطورةٍ تعجز مفاهيم القصيد إتأولك
وروايةٍ من نسج فكر في الأدب متفردا
للأرض حق الفخر في كون أنها من تحملك
حتى الثرى يفخر متى عليه سرت ويسعدا
ومن الواضح أن القدرة على النظم (الصياغة الأسلوبية) قد أكسبت الكلام ميزة “الشعرية”، ففي قوله أن الأرض تفخر بحملك ويكرر ذلك بأن الثرى كذلك يفخر بسيرك عليه هو في الحقيقة معنى مكرر في المدح ومتداول في ثقافات متعددة. ولهذا فإن هذا الوصف بحد ذاته هو وصف بلغ درجة الابتذال عند الشعراء وتكراره لا يحمل جديدًا لا في الصورة ولا في الدلالة، لكن الإيقاع الشعري هنا هو الذي أعطاه قيمة وجعله ينهض من خلال النظم الشعري الذي رتّب الألفاظ وفق كيفية منسجمة لم تُخِلّ بالمعنى المألوف. فنحن في الواقع نطرب لسماع معنى مألوف حينما يظهر في صياغة جديدة؛ وكأن الصياغة هي التي أسهمت في إبراز المعنى ليبدو للمتلقي لأول وهلة وكأنه مستحدث.
ومن السمات الشعرية المعتمدة على مفاجأة المتلقي استخدامه الأسلوب الإنشائي القائم على إثارة الانفعال من خلال أدوات التأثير كالسؤال أو النداء أو أفعال الأمر. يقول في المقطع الأخير من قصيدته:
هل كنت عايش في السما واخطيت والله نزلك
أم نزلك كمعجزه مال البشر فيها يدا
أمران كلٌ منهما جائز ومن ذا يجهلك
يامن سئمت أطرد حدودك دون أن أقطع مدى
اسجن فؤادي في ودادك حسبما يروقلك
والأجمل إن كان السجن في عالمك مؤبدا
ومما يمكن الإشارة إليه هنا أن جمال قصائد الشاعر آل سميطان مرتبط باللغة الشعرية التي كتبت فيها؛ فهي لغة بسيطة مأخوذة من المفردات الدارجة على الألسن. ولعل هذا العنصر هو الذي جعل قصائده تحفل باهتمام شعبي كبير وتترك أثرها السحري على المتلقين فيتناقلونها عبر رسائل الجوال والانترنت وكأنها تحكي ما يريد الناس قوله أو ما يتمنون لو أنهم قالوه أو سمعوه.
وفي حديث له لصحيفة المواطن شبه الشاعر مهدي سميطان، رداءة ما يطرحه بعض الشعراء في الساحة الشعرية الشعبية اليوم، بمرض “كورونا”، متوعداً بالتخطيط للقضاء على هذا النوع من الشعر.
وقال “سميطان”: إن النص الجميل بفصيحه ونبطه يعجبني، ولا أنحاز إلا للجمال، فأينما وجد الجمال في القصيدة يكون انحيازي، والشعر الشعبي أكثر تواجداً من الشعر الفصيح؛ لأن اللهجة العامية هي السائدة بين الناس، كما أن أغلب شعراء الفصيح لم يوفقوا في جذب ذائقة المجتمع، مؤكداً بأنه لم يجحف في حق أحد من الشعراء وما زال يحترم الشعراء الحقيقيين.
وهذا أحد حواراته الصحيفة في صحيفة عكاظ والإعلامي سعيد آل منصور
مهدي بن سميطان شاعر شاب بزغ نجمه أخيرا بعد مشاركاته في كثير من الأمسيات والمهرجانات المحلية، يكتب السهل الممتنع بعيدا عن التكلفة والبهرجة المصطنعة، ويحمل الكثير من الهموم، خصوصا همه الوطني الذي نجده حاضرا في الكثير قصائده. التقيناه وحدثنا عن تطلعاته المستقبلية مع الشعر:
• متى كانت بداياتك، وكيف كانت انطلاقتك الشعرية؟
ـــ بداية ظهوري كانت من الاحتفالات التي يقيمها أبناء نجران في الجامعات للترحيب بزملائنا الجدد ولتوديع زملائنا المتخرجين، وكانت تلك الاحتفالات تحظى بحضور عدد كبير من الناس.
• إلقاؤك المنبري لا يوزاي شاعريتك الجزلة، هل ينعكس ذلك سلبا على مشاركاتك في المهرجانات والأمسيات؟
ـــ أنا لا أرى في طريقتي في إلقاء الشعر ما يشوبها، ربما أنني أستعجل قليلا ولكن ذلك لا ينعكس سلبا على مشاركاتي ولا أمسياتي أبدا، وأن كان هناك من يراني استعجل في الإلقاء فنحن في زمن السرعة ولابد لنا من مواكبة العصر.
• أين أنت من المهرجانات التي تقام خارج منطقة نجران؟
ـــ هناك مهرجانات خارج نجران كنت قد حضرتها، وهناك دعوات تأتيني من مهرجانات أخرى وأرفضها؛ لأنها غير منظمة.
• بعد تعيين الأمير مشعل بن عبد الله أميرا لمنطقة نجران لمسنا حراكا ثقافيا على كافة الأصعدة، كيف رأيتم انعكاس ذلك على الحركة الشعرية؟ وهل من الممكن أن تسمعنا بعض ماكتبته في الأمير مشعل؟
ـــ مشعل الخير ـــ كما يطيب لنا في نجران تسميته ـــ يحب التطور ويسعى للنهضة بالمنطقة من كل النواحي والحركة الشعرية بدأت تأخذ اتساعها بعد قدومه، حيث إن هناك مهرجانات كثيرة يحضرها ويترك المجال للشعراء بالتغني بقصائدهم فيكون لها أثر إيجابي في نفوس الشعراء وتحفزهم على الإبداع والاعتناء بقصائدهم، وهذا الدعم ليس بمستغرب من أحد أشبال عبد الله بن عبد العزيز.
خـصـك إلــه الـكـون بالـعـقـل المـنـيـر وكـمـلـك
بأعـرق نـسـب يــوم الآوادم بالنـسـب يتسـائلـون
أبــوك أبــو متـعـب ومـدهـال الزعـامـة مدهـلـك
واليـا حضـر ذكـره فـلا مجـد مـع مجــده يـكـون
تمـثـلـه فــ أخــلاقــه ولـطـفــه وإذا بتـخـيـلـك
مالك شبيـه إلا الملـك فـي خلـــق وأخـــلاق ولـون
• لماذا تميل للتواجد في المنتديات الإلكترونية على حساب تواجدك في الصحافة والتلفزيون؟
ـــ كنت أتواجد في المنتديات ولكني توقفت نهائيا عن دخولها وبدأت أتجه للإعلام المقروء والمسموع، وعموما جميعها من وسائل النشر والتواصل.
• يعتبر الكثير من الشعراء أن الفنان يساهم بالتعريف بالشاعر، هل راودك هذا الحلم لغناء إحدى قصائدك؟
ـــ لم أفكر في ذلك، وأن أردت أن تغنى قصائدي غنيتها بيني وبين نفسي وهذا يكفي.
• في إحدى الاحتفالات ألقيت قصيدة أمام الأمير مشعل بن عبد الله وكانت ردود الفعل اتجاهها كبيرة، حدثنا عن قصة هذه القصيدة؟
ـــ في الحقيقة أنا وقفت أمام الأمير مشعل أكثر من ثلاث مرات شاعرا فصيحا وشاعرا شعبيا، وأعتبر ذلك فخرا عظيما ولا أستثني
قصيدة معينة، فكل القصائد التي قدمتها كانت تلامس واقع المواطن النجراني وطموحاته وآماله المتعلقة به كونه أميرا «أحبنا وأحببناه»،
ولمسنا فيه صفات الملك عبد الله ـــ حفظه الله ـــ من المروءة والتواضع وطيب الأخلاق والسمو الذاتي والسعي إلى ما يرقى بالمنطقة وأهلها وكلنا
مازلنا نتطلع منه لكل إنجاز عظيم وهو أهل لذلك.
• هل الشعر يكتسب، وهل هناك من ساعدوك في بدايتك الشعرية؟ وما رأيك بالشعراء المتواجدين في الساحة الشعرية؟
ـــ الشعر موهبة وراثية وأن كان هناك من ساعدني فهو يساعد الشعر، ولكن أنا مدين لشخص في حياتي الخاصة وهو محمد حسن آل سالم، حيث إن له فضلا كبيرا عليّ، والشعراء المتواجدون في الساحة كل له جمهوره الخاص ولكن لا يصح إلا الصحيح، كما أن هناك أيضا شعراء جيدين لم يخدمهم الإعلام والبعض منهم لا يرغبون الظهور الإعلامي ولو دخلوا هذا المجال لكان لهم بصمة في الشعر ومنهم الشاعر بندر علي آل رزق الذي لم ينصفه الإعلام.
• تعيش في مدينة الطائف وهي ملهمة الشعراء، كيف تجد اختلاف البيئة كشاعر، وهل كتبت نصا في الطائف كما هي نجران؟
ـــ الطائف مدينة جميلة، خصوصا أجواءها الصيفية وبها من الناس الطيبين والشعراء خاصة الكثير، ونجران أمي التي يجري عشقها في الدم ولكن كلاهما في النهاية وجهان لوطن واحد وهناك من النصوص التي كتبتها في الطائف وأهديتها إلى أهلها في آخر أمسية أقمتها على أرضها.
• (شاعر نجران) لقب يتداوله محبوك ويطلقونه عليك، ألا تخشى أن يثير هذا اللقب حفيظة شعراء المنطقة ويصنع لك خصومات؟
ـــ أنت ذكرت في سؤالك أنني لست من لقب نفسي هذا اللقب الذي يفخر به أي شاعر والذي أتمنى أن أصل لمقامه، حيث إن منطقة نجران فيها الكثير من فطاحلة الشعر ولا أعتقد أن ما يطلقه جمهور الشعر على من يطربهم بقصائده يثير حفيظة أحد.
ملحمة نجران موسوعة الشعر والشعراء